أزمة حقيقية وداء خطير تغلغل فى نسيج المجتمع المصرى وصور ومتغيرات جديدة وفريدة لم يكن المصريون يعيشونها من قبل وحالة من التخبط ومشاهد بغيضة أصبحنا نراها فى مجتمعنا ولا شك أنها تحتاج إلى مواجهة.
وأبداً ما كانت مصر بهذه الصورة وليست هذه طباع المصريين لنجد كل يوم مشكلة من نوع جديد وأصبح الأمر معتاداً والكثير نأى بنفسه وتعود آلا يهتم بغيره ولا بما يحدث وأن يركز فى نفسه وأسرته وبيته فإن كانوا بخير فالمجتمع بخير ولا شان له بمن حوله.
والبعض فضل آلا يلتفت فكفاه ما عنده من مشكلات. ورأى أن أمر مصر لكبارها لا لمواطنيها ونجحت الحكومة فى أن تجعل لقمة العيش هى الشاغل الوحيد للمواطن لينشغل الجميع فى البحث عنها ولا يكون له أى دخل بما يحدث من منطلق المنطق الحكومى الذى يرى أن ” المواطن إذا إرتاح فكر,, وإذا فكر نظرلما حوله ,, وإذا نظر لما حوله تطرق ,, وإذا تطرق بحث , وإن بحث وجد ,, وإن وجد تحدث,, وإن تحدث أغضب الكبار,, فالأفضل أن يظل منشغلاً”
ولست أبداً أوجه اللوم لمن أصبح يفكر فى امره وحده بل التمس له قدراً من العذر فالظروف الإجتماعية المحيطة عاملاً أساسياً لما هو فيه ولكنى أريد أن نقف ونسأل انفسنا بصدق .” ماذا يحدث فى مصر ”
نعيش هذه الأيام أزمة ما بين جناحى العدالة المصرية التى لا تستقيم إلا بهما ” المحامين والقضاة ” وإعتداءات وضرب وخروج عن وقار قاعة المحكمة وإتهامات متبادلة وصورة جديدة ما كنا نتمنى أن نرى مثلها فى مصر.
الكنيسة المصرية وتصريح المحكمة الإدارية بالزواج الثانى ورفض الأقباط وتمسكهم بموقفهم وما زال الجدل مستمر بين الكنيسة والقضاء ولم يتم حسم الموضوع إلى الآن.
متغيرات سياسية وثقافية وإجتماعية وفكرية وحالة من إنعدام الثقة والتضارب والتشكيك والتخوين لمجرد الإختلاف فى وجهات النظر. وأصبح الظن السيئ هو اللون السائد على الخريطة المصرية بأنحائها المختلفة.
فبالأمس نسمع عن جمعية وطنية للتغيير. يلتف الناس حولها وبعد ساعات خلافات وإنشقاقات وأزمات. وما بين يوم وليلة تنقلب الأوضاع 180 درجة والمعنى فى بطن الشاعر.
الكل يتهم الكل، والكل يشكك فى نوايا الكل ، بالنهار مؤيد وبالليل معارض, اليوم معهم وغداً عليهم , اليوم يتهمهم وغداً يدافع عنهم, والتفسير محير وكأنها ألغاز.
شاب يشنق نفسه فوق كوبرى قصر النيل وآخر يقتل أخيه من أجل جنيهات وعنف وتحرش وجريمة بلا مبرر وأزمة اخلاق وسلوكيات أصبحت مسيطرة على مجتمعنا فى كل مكان . المجتمع يتفكك والعلاقات الإجتماعية فى طريقها إلى الإنهيار. ماذا يحدث ؟
أعتقد أن الظروف الإقتصادية ليست وحدها هى الدافع ولكن الأمر له جوانب عديدة خفية أكبر من ذلك وكأننا بحاجة إلى مجلس إدارة لجمهورية مصر العربية يجتمع ويقوم بتحليل الوضع ويعطينا النتائج أو إلى صندوق مصرى نجمع فيه البقايا التى ما زلنا نتملكها من العادات والتقاليد الجميلة والسجايا العظيمة التى تربينا عليها وإستلهمناها من عقائدنا ثم نغلقه بأقفال متينة حتى لا تهرب منا, أعتقد أن الأمر يحتاج إلى وقفة ونظرة سريعة لنرى ماذا يحدث فى مصر؟