إن الإرادة الصادقة والرغبة الجادة فى أن يرى كل واحد منا مجتمعه فى صورة يرضى عنها أفراده هى السبيل الأمثل لنهضة أى مجتمع خاصة ً إذا أحس كل مواطن بأن له دوره الذى ينبغى القيام به ولم يكتفى بأن يكون متفرجاً أومشجعاً لغيره وأن عليه المشاركة فى بناء وطنه بالصورة التى ينبغى أن تكون.
وتعالوا لنسأل أنفسنا كيف نتوقع لمجتمع أن ينهض إذا كان أفراده ينأون بأنفسهم عن المساهمة فى تطوير وتعديل أنظمته ومحاربة الفساد أينما كان ويقفون فى سكون كأنهم ليسوا من أبناء هذا الوطن وقد إستوى عندهم الصالح والطالح.
ظروف المعيشة جعلت الكثير يبتعد عن المشاركة ولم تمكنه من أن يكون أحد عناصر منظومة التغيير وما تشهده مصر من تردى و فساد واسع رسخت فى يقين المواطن أنه مهما فعل لن يتمكن من تحسين الواقع وأن مستقبل وطنه متروك لكبارالحزب الحاكم وأن عليه أن ينتبه إلى شئونه الخاصة أفضل.
لكن بالبلدى كده ( مفيش شئ بيفضل على حاله وكل شئ وله نهاية ) والتغيير سنة الحياة نلمسه كل يوم فى أشياء كثيرة ,, وإذا كان الحزب الوطنى هو الحزب الذى لا يريد لغيره أى تواجد وأن يكون هو المسيطر الوحيد على مجريات أحداث الساحة المصرية لكونه حزب الحكومة فهذا يجعل المسئولية أكبر على غيره من المعارضة والأحزاب السياسية لكى تبذل جهداً أكبر فى التصدى للفساد وتقديم حلول أفضل لمشكلات المجتمع.
وإذا كان من المستحيل أن ترى مباراة يلعبها فريق واحد على أرض الملعب فالأمر كذلك بالنسبة لمستقبل هذا الوطن وبإعتبار أن الساحة المصرية هى أرض الملعب وليكن الحزب الوطنى ” حزب الأغلبية العددية ” فريق المباراة الأول فالطبيعى أنه لابد وأن يواجه فريقاً آخر وإلا فلا يمكن أن تشاهد مباراة يلعبها فريق واحد .
وليكن الفريق الثانى هو المعارضة والأحزاب السياسية وإرادة الناس وطبيعى أن الحزب الوطنى ومنافسيه كل منهم يريد أن ينتصر على الآخر لكن كلما كان منافس الوطنى قوى كلما قلل عليه فرصة الإنتصار وربما إنتزعها منه وصارت إرادة الناس هى المنتصرة على إرادة الحزب الحاكم.
ولا شك بأن مساندة الفرق الأخرى ( الأحزاب السياسية وغيرها ) للفريق المنافس للحزب الوطنى وإلتفافهم نحو هدف واحد وهو الإنتصار ومن ثم التغيير بغض النظر عن محقق النصر هو الفكر الذى نسعى لأن تكون عليه صورة الأحزاب السياسية فى مصر.
وإذا كان لى أن أوجه اللوم لأى حزب مصرى فيجب أولا أن أكون صادقاً مع نفسى قبل أن ألوم أحد حيث شرعت فى أن أكون أحد المساهمين فى التصدى للفساد وإصلاح ما ناله الخلل فى مختلف أنظمة المجتمع ثم بعد أن يتم الإصلاح حتماً تأتى التنمية ليكون الأساس ممهداً وصالحاً لكى تقوم عليه التنمية وبدأت من خلال ” حزب الإصلاح والتنمية تحت التأسيس ” بهدف جماعى نبيل ولن أستطرد فالأيام كفيلة بأن تثبت حسن أوسوء النوايا.
والحزب الآن على وشك الحصول على رخصة الموافقة على قيامه من لجنة شئون الأحزاب أو الرفض أياً ما يكون لكن ما يعنينى أنى ومعى أفراد مخلصين حاولنا أن نقدم شيئاً بغض النظر عن النتيجة فهناك أفكار وأهداف ومشروعات وبرامج وكوادر على أتم الإستعداد لأن تساهم فى حل مشكلات المجتمع بأقصى ما تملك وعليها أن تظل فى طريقها فلسنا نتطلع لأن نكون حزب رقمى يزداد به عدد الأحزاب رقم إضافى نكون به ديكوراً وتجميلا للحياة السياسية فى مصر فيما يعد إهانة وليست خطوة تستحق أن نسعى إليها.
عموماً ما كنت أود أن أتحدث عن الفقرات السابقة الخاصة بحزب الإصلاح والتنمية فالمقام مقام مقال وليست دعاية حزبية ولكن ما دفعنى لذلك هو أن أقدم إجابة للقارئ قبل أن يسأل نفسه ” وماذا فعلت أنت يا من تطلب منا المشاركة والتغيير؟
نهايةً إن مصر بحاجة إلى أبنائها وشبابها بطموحاته وآماله وتطلعاته إلى غد أفضل وإيمانه بأن ما تشهده مصر من فوضى وفساد مصيره إلى زوال فبقلوبهم وسواعدهم وجهدهم وفكرهم نسير على دروب التنمية اما إذا تخلينا وأصبح كل منا مهتماً بشأنه بعيداً عن الأحداث فسوف نواجه من المشكلات مالا تتحمله الطاقات.