25أبريل

المصرى اليوم 

كتب حسام صدقة ومحمود جاويش وعلاء سرحان

رحب عدد من قيادات الأحزاب بقرار الحكومة المصرية إلغاء اتفاقية تصدير الغاز الموقعة مع شركة «شرق المتوسط» لتصدير الغاز لإسرائيل، واعتبروه قراراً له بعد سياسى نتيجة الضغط الشعبى على النظام المصرى، بسبب تصدير الغاز لإسرائيل وبأسعار منخفضة، رغم حاجة مصر لهذه الثروة.

قال الدكتور إبراهيم زهران، الخبير البترولى، رئيس حزب التحرير المصرى، إن قرار إلغاء الاتفاقية «تجارى» بحت حتى الآن، وليس له بعد سياسى واضح، وإلا لكانت الحكومة المصرية قامت بتنفيذ الحكم القضائى الصادر قبل عامين من القضاء الإدارى ببطلان الاتفاقية.

وأوضح زهران أن رد الفعل الإسرائيلى على إلغاء الاتفاقية والضغط لتدخل الولايات المتحدة الأمريكية مجرد «تهويش» ليس له ظل فى الواقع، فمصر لديها فريق قانونى دولى يستطيع الدفاع عن حق مصر فى هذه الاتفاقية، معتبراً فسخ التعاقد خطوة إيجابية، لأن مصر تحتاج هذا الغاز فى خطة التنمية، فمصر تستورد بما يعادل ١٠ أضعاف سعر تصدير الغاز للسولار والمازوت، محذراً السلطة فى مصر من التراجع عن قرار إلغاء الاتفاقية ومن الصخب الشعبى الذى سينتج عن هذا القرار.

وأوضح الدكتور عماد جاد، نائب رئيس حزب المصرى الديمقراطى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن الاتفاقية ليست مع إسرائيل، وإنما مع شركة «شرق المتوسط» وهى شركة أمريكية إسرائيلية تقوم بشراء وبيع الغاز لإسرائيل، واصفاً الاتفاقية بأنها كانت اتفاقية فساد كبرى، فلا أحد يعلم السعر الحقيقى لتصدير الغاز وبنود العقد، وتسببت فى حالة غضب شعبى واسع ضد السلطة فى مصر، ما جعل النظام يستغل سقطة قانونية من الجانب الآخر بتراكم المستحقات المالية لإلغاء الاتفاقية، رافضاً وصف القرار بأنه «مجرد فرقعة وسنعود مرة أخرى»، لافتاً إلى أن القرار له بعد سياسى.

 وقال النائب محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، إن قرار السلطات المصرية إلغاء اتفاقية الغاز بين مصر وإسرائيل بشكل أحادى الجانب ودون الحاجة لموافقة إسرائيلية سببه خلاف تجارى بين شركة خاصة إسرائيلية وشركات حكومية وخاصة مصرية، مستبعداً أن تكون للقرار صلة بالعلاقات السياسية بين البلدين.

ورحب السادات بالقرار، معتبراً أنه فى مجمله حلم يحلم به وينتظره كل المصريين، وأضاف: قيامنا بإلغاء تلك الاتفاقية سياسياً خطوة لها أبعادها ولا يمكن أن تأتى «بين يوم وليلة»، ليس خوفاً من أحد، لكنها بموجب اتفاقات ظالمة وقعت بالفعل فى عهد حكومات مصرية ظالمة كان معترفاً بها فى ذلك الوقت، بغض النظر عن سقوط النظام، مما أوقعنا تحت طائلة الالتزام بتلك الاتفاقيات، على الرغم من رفضنا الكامل لها، حيث إن لجوء الطرف الإسرائيلى للقضاء «التحكيم الدولى» سيصب فى صالحهم وليس فى صالحنا بموجب تلك الاتفاقيات، مما يؤكد أن الحكومات السابقة هى السبب فى تعطيل إلغاء الاتفاقية إلى الآن.

ورحب نبيل زكى، المتحدث الرسمى لحزب التجمع، بالقرار، واعتبره «عملا من أعمال السيادة الوطنية»، رافضاً حالة التخويف التى تبثها وسائل الإعلام الإسرائيلية والأمريكية من إمكانية حدوث صدام عسكرى بين القاهرة وتل أبيب، بعد صدور قرار وقف تصدير الغاز لإسرائيل، مؤكداً أن القرار يتفق مع المطالب الشعبية بوقف تصدير الغاز وضخه محلياً، للوفاء بالاحتياجات الداخلية منه.

وقال زكى إنه لاعلاقة لحسين سالم بالقرار، لأنه باع حصته فى شركة غاز شرق المتوسط منذ فترة طويلة، وبالتالى فإن القرار صادر فى المقام الأول لخدمة المطالب الشعبية وليس لخدمة أفراد بعينهم.

واعتبر صلاح عدلى، رئيس الحزب الشيوعى المصرى، القرار خطوة فى الاتجاه الصحيح، إذا تبين ثبات الموقف المصرى فى الفترة المقبلة دون تراجع، لافتاً إلى أن القرار سياسى من الدرجة الأولى، لكن بإخراج تجارى، فلا يجوز استمرار تصدير الغاز لإسرائيل، لاستخدامه ضد الشعب الفلسطينى، إلى جانب الفساد الذى أحاط بالاتفاقية والأسعار المنخفضة، التى لا تتناسب مع السعر العالمى، رغم حاجة الدولة المصرية له.

ووصف باسل عادل، عضو المكتب السياسى لحزب المصريين الأحرار، القرار المصرى بوقف تصدير الغاز لإسرائيل بـ«غير الواضح»، خاصة أن التصريحات الصادرة عن الجهات المصرية الرسمية تؤكد أن السبب تجارى بحت وأنه لا علاقة للتوترات السياسية بين البلدين بصدور القرار، مشيراً إلى أن توقيت صدور القرار جاء متأخراً للغاية ويزيد من الشكوك حول احتمالية صدور القرار، بهدف إبعاد حسين سالم عن قضية تصدير الغاز لإسرائيل المنظورة أمام القضاء حالياً، وهو المساهم الرئيسى فى شركة غاز شرق المتوسط التى كانت تصدر الغاز لإسرائيل بعد شرائه من الهيئة المصرية العامة للبترول.

وأشار عادل إلى أن الإعلان عن وجود ١٠٠ مليون دولار كمستحقات وأقساط شهرية على شركة غاز شرق المتوسط، لم يحصل عليها الجانب المصرى، كسبب لصدور القرار بمثابة اللغز الذى يثير العديد من التساؤلات حول توقيت صدور القرار، خاصة أن ذلك يؤكد أن الجهات المصرية كانت على علم بهذه المديونيات منذ شهور مضت وأنها لم تفاجأ بها لتعلن إلغاء الاتفاقية من جانب واحد بشكل مفاجئ للجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.