تلقينا جميعا بكل الحزن والآسى أنباء ما حدث لشهداءنا الأبرارفى رفح، الذين رحلوا عن دنيانا على يد نفوس غادرة قذرة لم يفعلوا شيئاً إلا أنهم تركوا أهليهم وذويهم ليكونوا فى مقدمة الصفوف المدافعين عن تراب هذا الوطن وليقفوا حراساً مخلصين على أمنه ، ولا نزال نعيش الصدمة وتتوالى علينا أحداث متتالية قاسية فلم تكد جثامين شهداءنا يواريها الثرى حتى يتكرر الهجوم على كمين الريسة شرق مدينة العريش وكمين بمدخل حى الضاحية الشرقى، وكمين الصفا على الطريق الدائرى.
هيا بنا نسمح لدموعنا قليلا أن تجف ونجلس لنتدارس الأمرخاصة بعد تصريحات اللواء / مراد موافى رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، لوكالة أنباء الأناضول، بأن جهاز المخابرات كانت لديه معلومات حول الحادث الإرهابى الذى وقع بسيناء مساء الأحد الماضى، وأدى إلى استشهاد 16 جنديا مصريا، وأن جهاز المخابرات المصرية أرسل المعلومات التى لديه بخصوص الحادث الإرهابى الذى وقع فى سيناء إلى صناع القرار والجهات المسئولة لأن جهاز المخابرات جهاز جمع معلومات فقط، وليس جهة تنفيذية، ولا توجد لدى الجهاز مهام تنفيذية، والسؤال الآن لماذا لم تقم الأجهزة الأمنية بأخذ إحتياطاتها ومنع هذه الهجمات طالما توفرت المعلومات لدى الأجهزة المعنية؟ إذن هناك مقصرين لابد وأن يحاسبوا على تقصيرهم .
ليس هذا فحسب لكن الأجهزة الأمنية والسيادية التى لم تفلح فى إحباط الحادث قبل وقوعه لم تفلح أيضا بعد وقوعه فى الوصول إلى حقيقة الأحداث ، وكشف الفاعلين الحقيقيين ومن وراءهم ومصارحة الرأى العام ، فأين الدولة الأمنية التي تصرف المليارات على الأمن والدفاع .
أصابنا الوضع الأمنى المؤسف والمخزى بحالة من الحزن والكآبة الشديدة حتى كدنا نقول أنه لم يبقى أمام القائمين على أمن البلاد إلا أن يحتكموا إلى المفتش كرومبو لعله يستطيع إرشاد أجهزتنا الأمنية النائمة بمعلومات حول الحادث ، فشر البلية ما يضحك .
وعلى رئيس الجمهورية الذى صدمنا هو الآخر بعدم حضوره لجنازة الشهداء أن ينظر لهيبة الدولة التى ضاعت وأن يحسب تماماً لقراراته وخطواته ويتروى فى مسألة العفو والإفراج عمن صدرت بحقهم أحكام فى قضايا جنائية وحوداث عنف وإرهاب بسبب الوضع الأمنى السيىء والغير مستقر، وكذلك مراعاة أولويات العلاقات مع حماس حتى تكون هناك رسالة طمأنينة للشعب بأن الحريات والحقوق لن تتسبب فى الفوضى وإزهاق مزيد من الأرواح .
نحن لسنا ضد أن يأخذ كل مظلوم حقه ويرد إليه إعتباره ويعوض عن فترة الذل والمهانة التى عاشها ، لكن لابد وأن يتم هذا فى إطار من الحكمة والعدالة نظراً لأن هذه المسألة أصبحت حديث المدينة فى مصر وخارجها ، وبدأ البعض يستشعر الخطر نظرا لما نمر به من أحداث صعبة ومؤسفة .
إن مصر لن تقوم لها قائمة إذا ما إستمر هذا الضياع المستمر لهيبة الدولة ، وإننا جميعاً فى خندق واحد وإن إستمرارية الإنفلات الأمنى تعنى تطور مظاهره فاليوم الهجوم على الأكمنة وغدا على الفنادق والمدارس ومرافق النقل العام وعلى المارين فى الشوارع ، فعلينا أن نساعد أنفسنا ، وسيوفقنا الذى ” أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف “
محمد أنور السادات
info@el-sadat.org