السادة أعضاء مكتب الإرشاد – جماعة الإخوان المسلمين
تعلمون جيداً أنكم المسئولون عما يحدث في مصر الآن فلقد انتهجتم منذ بداية العملية الانتقالية سياسة إقصائية انتهازية إلى أبعد الحدود وهمشتم الجميع وأبعدتموهم عن المشاركة الحقيقة في بناء وطنهم بما في ذلك الرئيس المنتخب الذي أظهرتم للجميع أنه لا يحكم على شيء ولا يملك قرار, وأفسدتم حواراً وطنياً جاداً كان يرعاه وحاولتم عنوة تغيير النسق الاجتماعي في مصر وكانت نتيجة كما رآها العالم أمس في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير.
رأى العالم زهرة شباب مصر من المثقفين والمتعلمين يكفرون بالقانون ويحملون السلاح تجاه اخوانهم من أبناء الوطن ويغلقون الطرقات ويحرقون المنشآت ويقتحمون المباني في نموذج أقل ما يوصف بانتفاضة غضب.
إن الذي بدأ مسلسل الحرق بسلاح محدود غداً سوف يتطور لمرحلة التفجير ولنا في العراق أوضح مثال وإن هذا لهو الإنذار الأخير الذي يجب أن تتعاملوا معه بكل اهتمام.
وعلى محور آخر, لقد نجحتم بشدة في إظهار مثالٍ سيئ لحكم التيارات الإسلامية وفقدتم مصداقيتكم لدى الكثيرين حتى من كان يتعاطف معكم مما يعرقل أساس نشاط الجماعة وهدفها الأصيل في الدعوة للإسلام وأذكركم في هذا بدعاء سيدنا إبراهيم لرب العزة ” ربنا لا تجعلنا فتنةً للذين كفروا”.
أيها السادة لقد أصبحت الجماعة فتنة كبرى وأظهر أداؤها ابتعادا حقيقا عن الدين الحنيف وعن أخلاقه الحميدة وظهر الكذب والنفاق وخيانة الأمانة ونقد العهود وعلى هذا إن أردتم إصلاحاً فابدءوا بأنفسكم “واتخذوا قرارً شجاعاً ينتصر للإسلام وقيمه” ويقضي على الفتنة المستعرة بين المصريين “قرارً بحل جماعة الإخوان المسلمين” والتزامكم بالممارسة السياسية فقط من خلال حزب الحرية والعدالة وإنشاء مؤسسة دعوية روحية للاضطلاع بمهام الدعوة وهذا القرار كفيل بتهدئة الشارع وبداية صفحة جديدة مع الجميع, “وأخيراً ارفعوا أيديكم عن الرئيس المنتخب واتركوه يعمل كرئيس لكل المصريين”.
والله المستعان,,,,