من خلال متابعتى لبعض ما كتب من مفكرين ومثقفين وأصحاب رأى لهم مصداقية كبيرة لدى كثيرين ولدى شخصيا على أثر دعوات الحوارالتي أطلقها حزب مستقبل وطن لبعض من أحزاب المعارضة القليلة جدا والتي على أثرها أيضا رأى البعض أن هذه الدعوات تعد تحديد لدور المعارضة المصرية وإستئناسا غير مباشر لها وأنا متفهم وجهة نظرهم ولها كل التقديروالإحترام حيث أن ما كتب له وجاهته وأسبابه التي جعلتهم يرون هذا المشهد بهذه الصورة.
ولقد كان الإختلاف داخل حزبى الذى أرأسه حول المشاركة في الحوار الذى يجريه مستقبل وطن إختلافا شديدا كاد أن يصل إلى حد الخلاف لولا الإلتزام الحزبى والإحتكام إلى رأى الأغلبية التي رأت بعد سجال طويل أنه لا يجب أن ننغلق على أنفسنا ونرفض دعوة الحوار كحزب يؤمن على طول الخط بأهمية وضرورة مبدأ الحوار في أي شيء وحتى مع الخصوم . وأنه في حال إذا ما تطور الأمر إلى طرح فكرة التوافق على قائمة وطنية موحدة لخوض الانتخابات وهو كلام سابق لأوانه فإن أصحاب هذه المدرسة الفكرية التي رأت قبول مبدأ الحوار ترى أيضا أنه لا غضاضة في التوافق على قائمة وطنية حيث أن العبرة في النهاية بالآداء والممارسة والمواقف التي يتبناها الحزب داخل المؤسسات وإنسجامها وتوافقها مع ما يرتئيه المواطن وما يعبر عنه خاصة وأن الحزب خاض مواقف ومعارك مشرفة إنتصر فيها للشارع والمواطن وكان معبرا عنه ولم يكن يوما بوقا لأى نظام.
كما أن التحالف الإنتخابى يختلف كليا وجزئيا عن التحالف السياسى وهو تحالف مؤقت يزول بزوال الظروف والملابسات . وقد يحدث بين متحالفين مختلفين في الأفكار والأهداف أيضا كالتحالف بين أحزاب قومية وليبرالية وإسلامية ولا يعنى أبدا التوافق الكامل أو ذوبان أحد الأطراف في الآخر، إنما يعنى التوافق على عدة قضايا أساسية تخص المرحلة التي يبنى فيها هذا التحالف، وتستفيد كل هذه الأطراف من تجميع قوتها ومواردها لحصد مقاعد ونتائج إنتخابية تقربها من أهدافها . وعادة ما يكون هو الخيار الأصوب في حال دعم الدولة لأحزاب بعينها وهو ما نعيشه هذه الفترة .
بعد كل هذا يبقى السؤال الذى يحيرنى كثيرا . هل إذا ما حدث توافق على قائمة وطنية موحدة بشروط وضمانات ومعايير واضحة لخوض الانتخابات من أحزاب أغلبية كمستقبل وطن والوفد وأخرى معارضة هل الأفضل خوض التجربة وتحقيق مكاسب للمعارضة ونواب يعبروا عن الشارع بإعتبار أن الرفض لن يؤثر على الأحزاب المدعومة بشئ بل سيضيف لمقاعدهم داخل البرلمان مقاعد أخرى ربما تقتنصها الأحزاب المعارضة . فهل ننفتح على الآخر ونحقق قدر إستطاعتنا مكاسب ويكن هناك نواب نماذج مشرفة يعبروا عن المواطن ويقفوا حائلا دون تمرير أيا مما يعارض مصالحه وآماله وطموحاته ;كما رأينا عند رفض البعض للتعديلات الدستورية وإتفاقية تيران وصنافير وهو ما كان ليحدث لولا وجود تمثيل للمعارضة في البرلمان . أم يجب آلا تسير أحزاب المعارضة في هذا الإتجاه وترفض الدخول في تحالفات إنتخابية وتترك الساحة لأحزاب معروفة بعينها تساندها الدولة ؟ وتدخل المعركة منفردة وقد شاهدنا انتخابات الجيزة أمام أعيننا منذ أيام والمشهد له دلالات يجب أن تؤخذ في الإعتبار .الأمل في الله أن يوفقنا في حسم مثل هذه الأمور التي تصيب بالحيرة . على آية حال دعونا ننتظرونرى.
محمد أنور السادات
رئيس حزب الاصلاح والتنمية
نشرت فى :
المصدر
العنوان
التاريخ