11ديسمبر

فى نهاية كل عام ، يبقى هناك أمنيات يتمناها كل شخص لنفسه ولوطنه ، وفى ظل هذه الظروف العصيبة التى تمر بها مصر الآن ، والتى لا تتطلب فقط مجرد الأمانى وإنما العمل والجد والإجتهاد شعبا وحكومة وقيادة ، وما نيل المطالب بالتمنى ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.

وعلى مشارف قرابة الإنتهاء من عام 2013 ومع رحيل العظيم مانديلا يتجدد الأمل فى أن نستلهم منه قيم التسامح والعدالة الإنتقالية للم شمل الوطن والنهوض به بعد كبوات ، ولذا فإننى أرى ضرورة أن تعلن نتائج تحقيقات اللجان القضائية المستقلة فى كل الأحداث التى مضت هذا العام وراح ضحيتها شهداء مصريون بلا ذنب .وأن تكون هناك محاكمات عاجلة وعادلة على ضوء إتهامات واضحة ومحددة ، وما دون ذلك فله الحق فى أن يحيا آمنا مستقرا فى وطنه يمارس حياته وأدواره بشكل طبيعى. وتنتهى الملاحقات والإعتقالات إلى الأبد ، وتعود الألفة والمحبة بين المسلمين بعضهم البعض وبين الأقباط.

ومع قرابة الإستفتاء على الدستور، ودعوات الحشد للتصويت بنعم أو لا ، أفضل أن نترك المسألة لقناعة الشعب وأن تركز الحملات أكثرعلى إظهار مزايا الدستور وتوضيح مواده لأفراد الشعب حتى يتفهموا ما سيقوموا بالتصويت عليه ، وفى هذا السياق فإننى لا أرى غضاضة فى المراقبة الدولية للإستفتاء بل أراها أكثر فائدة وإثباتا للعالم بأننا نخطو بجدية على طريق الديمقراطية وأرى فيها أيضا غلقا للباب أمام من سوف يدعون بتزويره من الإخوان فيما بعد ، كما أرى أحقية أن تحصل الجهات المراقبة من الجمعيات ومنظمات المجتمع المدنى على حقوقها فى الإشراف والمراقبة والمتابعة طالما تعمل فى الإطار القانونى ودون مخالفات.

لابد لنا من حسن إستخدام وتوظيف المنح والمساعدات المقدمة من دول الخليج فى خدمة مشروعات التنمية والعدالة الإجتماعية وأيضا سرعة الإستفادة من القروض المعطلة من البنك الدولى وإستكمال المباحثات مع صندوق النقد الدولى ، والمضى قدما والبدء فى تنفيذ المشروع النووى لتوليد الطاقة بإعتبارها مسألة باتت ضرورية لمستقبل التنمية فى مصر، وفى نفس الإطار أتمنى أن يتم متابعة ملف المياه وسد النهضة وما يقام من محادثات ولقاءات على أن يتم التعامل مع هذا الملف بمعرفة خبراء ومتخصصين بإعتباره شأن لا يحتمنل المخاطرة ولا المغامرة.

كما يجب حسم موضوع الإنتخابات الرئاسية أم البرلمانية أولا بما يضمن تنفيذ خارطة الطريق كما هى ولا داعى لإثارة البلبلة ، فكلا الطريقين يؤدى لنهاية واحدة ، وإن قناعتى أن أولى طرق النهوض بمصر أن يحدث إنفتاحا مع كل الدول وتصحيح لمسار العلاقات حتى مع إيران وقطر وتركيا ، مع تفهمى الكامل لحساسية التعامل الآن مع هذه الدول بعد مواقفها من ثورة يونيوالمجيدة . هذه قناعتى والسياسة لعبة مصالح تفرض التعامل حتى مع الأعداء .

إننا لسنا قلقين على مصر ولا على مستقبلها ، فالأديان السماوية ذكرت أن هذه البلد محفوظة بأمر ربها ، وجندها خير أجناد الأرض ، لكن هذا لا يجب أن يكون علة للتراخى والكسل وإنما يجب أن ندرك خطورة المرحلة ونمضى فى بناء هذا الوطن كما نتمنى أن نراه.

محمد أنور السادات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.