18أغسطس

الوطن

كتب : سمر نبيه

بجرأة يكشف محمد أنور عصمت السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، عن طبيعة المشهد السياسى الحالى فى مصر على جميع المستويات، بدءاً من مؤسسة الرئاسة، وصولاً إلى الأحزاب.. مواقف وملاحظات دقيقة يرصدها من ممارسات الحياة السياسية، ولم تنجُ الدائرة المحيطة بالرئيس من عين الرصد..

فى حواره لـ«الوطن» أوضح «السادات» أن الرئيس السيسى أصبح «أكثر حساسية من ذى قبل، ولا يريد أن ينتقده أحد، وأن من ينتقده لا يفهمه أو يثق به»، مشيراً إلى أن البرلمان المقبل سيكون محاسِباً ومراقباً للسلطة التنفيذية، عبر بعض شخصيات وطنية ستكون بمثابة «الفرامل» للحكومة والرئيس، على حد قوله..

ملاحظات وكلمات «السادات» جاءت من باب النصيحة للرئيس، لمساعدته ودعمه على استكمال مسيرته، مؤكداً أنه يعلم أن «(السيسى) يعمل 15 ساعة يومياً، وعليه أن يترك لنا الفرصة لمساعدته لينجح».

وإلى نص الحوار:

■ كيف ترى المشهد السياسى فى مصر الآن، فى ظل برلمان مؤجل.. وإرهاب يحارب؟

– المشهد مرتبك جداً وأرى أن تأجيل الانتخابات البرلمانية أكثر من مرة صنع علامات استفهام كبيرة، إضافة إلى بعض التشريعات والقوانين التى خلقت حالة من البلبلة، بعض منها لم يكن هناك حاجة إلى استعجاله.. أوضاع كثيرة جداً تخلينا نقول إن الأمور محتاجة إلى نوع من الضبط، حتى لا يصاب من كان يدعم (30 يونيو) بالإحباط واليأس كما نشعر حالياً، نتمنى أن الرئيس من خلال متابعته وقراءته ينتبه إلى هذا، لأننا جميعاً حريصون على الدولة المصرية، حريصون على نجاح الرئيس، فنجاحه نجاح لنا جميعاً، لكن بالأصول، وهو أن كل واحد يشتغل شغلته، هو ده اللى مخلينا شوية نتمنى أنه بعد افتتاح قناة السويس تنتقل مصر إلى مرحلة الاستماع إلى وجهات النظر المختلفة بشكل أكبر.

■ من المسئول عن الارتباك، هل هو الرئيس؟

– لا أستطيع أن أقول الرئيس وحده، إحنا كلنا مشتركين معاه.

■ لكنكم لستم فى مواقع صنع قرار أو جهات تنفيذ؟

– صحيح، لكن أيضاً أقدر أقول إن الناس احتكت بالأحزاب عند مناقشة قوانين الانتخابات، ولم يكن هناك توافق بين الأحزاب، الناس احتكت أيضاً بالأحزاب أثناء مناقشة قانون التظاهر، وكانت هناك أحزاب مؤيدة له وأحزاب مهاجمة، الناس رأت أداء الأحزاب وسلوكها عندما طرح قانون مكافحة الإرهاب، وكانت هناك أحزاب مؤيدة، وناس مختلفة، عايز أقول إنه كلنا مشتركين فى حالة التراجع التى نعيشها الآن، واشتراكنا هذا جاء لأننا لم نعد نسمع إلى بعض، أو نثق فى بعض، وهذا صنع مشكلة كبيرة بين الشعب وكل من هم نخبة، مثقفين، حزبيين، والرئيس أيضاً، لذا كلنا فى حاجة إلى التكاتف لإعادة بناء جسور الثقة.

■ ألا توجد ثقة بين الرئيس والأحزاب الآن، أو بينه وبين النخبة؟

– لا، أنا أعتقد أن الرئيس ينظر إلى لأحزاب السياسية وإلى أغلب المفكرين والمثقفين على أنهم شركاء، لكن ليسوا مؤثرين، فتجارب الماضى أعطته انطباعات أن هؤلاء، أياً كانت انتماءاتهم السياسية، يمثلون فى النهاية نسبة قليلة من قوى الشعب التى تحتاج إلى الرعاية والاهتمام، لذا أرى أن تركيزه دائماً على مخاطبة الناس مباشرة، أما الأحزاب، فهى جزء لا يعطيه كل الوقت فى لقاءاته وأحاديثه.

■ لماذا ينظر الرئيس إلى الأحزاب على أنها غير مؤثرة؟

– يرى أنه ليس لها قواعد شعبية، ولا قبول بين الناس، وهذه مسألة مهمة جداً، فهو يفضل أن تكون علاقته وتواصله مع الناس مباشرة عن طريق بعض الأدوات الجديدة التى يحاول أن يخلقها.أقول للرئيس: «أنت بتعمل شغلك وإحنا بنعمل شغلنا ومن حقنا نسأل ونحاسب»

■ إذن لماذا يجتمع معكم؟

– لأن الأحزاب فى النهاية، طبقاً للحياة السياسية، وطبقاً للدستور، هى الوعاء والوسيلة التى سيكون فيها حكم وديمقراطية وأسلوب حياة، مش هيقدر يلغى الأحزاب، لأنها مكون أساسى، لكن من الآخر يعنى الأحزاب مش هى اللى على الحِجْر.

■ ومن يقع فى دائرة اهتمام الرئيس إذن؟

– مؤسسات أخرى بجانب بعض من تيارات شعبية، مؤسسات وأجهزة أمنية مثلاً، هى اللى على الحِجر النهارده، ثم مؤسسات شعبية يخاطبها مباشرة، ويحاول أن يصل إلى عقولها مباشرة، سواء شبابية أو غير شبابية، أو بعض النقابات، وبعض المجالس الاستشارية التى يتعاون معها، يحاول أن يكون لها دور مؤثر وسط الناس.

■ قلت إن الرئيس يرى الأحزاب ضعيفة، فهل لديه حق فى هذا؟

– نعم لديه حق إلى حد ما، صحيح هى دى ظروف الأحزاب خلال سنوات طويلة، لكن لا بد أن نساعدها، لأن الأحزاب نشأت فى ظروف صعبة وما زال عمرها قصيراً، حتى الذى نشأ منها قديماً تفاعله مع الأحداث مخنوق، التجربة الحزبية فى حاجة إلى الدعم، لأنها هى المستقبل وتداول السلطة، ولن تقوم الديمقراطية بدونها.

■ هل الرئيس يقوم بهذا الدور فى دعم الأحزاب؟

– حالياً لا، والأحزاب ستقوم بتقوية نفسها، شاء الرئيس أم لم يشأ، عن طريق أن تنجح فى الوصول إلى الناس، لكن الرئيس ليس له دور مباشر فى تقوية الأحزاب، وهذه ليست وظيفته.

■ قلت إن الأحزاب ستقوّى نفسها، شاء الرئيس أم لم يشأ، هل يمكن أن تكون هناك رغبة لدى الرئيس فى عدم تقوية الأحزاب؟

– أرى أن ما استُقر عليه، وما اتُّفق عليه وما أُقر بموجب الدستور، أصبح هناك فى النظام السياسى أحزاب تتنافس، وهذا وضع لن يستطيع أحد أن يلغيه، فباقول «شاء أو لم يشأ» بمعنى أن الأحزاب قائمة قائمة، ويجب أن تقوى ويحدث بينها اندماجات بدل ما عندنا 100 حزب يكون فيه 7، أو 8 أحزاب قوية تعرفها الناس وتتفاعل معها.

■ قلت إنه بعد افتتاح القناة من الواجب أن يقوم كل فرد بدوره، فماذا تقصد؟

– الكل الآن، الرئيس والحكومة ومعظم الأجهزة عندها مسئولية كبيرة فى أن ما خطط له من افتتاح مشروع القناة واللى بالنسبة للمصريين كلهم، كان نوعاً من بارقة الأمل، هو بالفعل مشروع قومى، بس محتاجين نعدى الافتتاح، وكل واحد يراجع مواقفه ويبتدى يشتغل شغلته.

■ ومَن الذى لا يشتغل شغلته؟

– الأحزاب ممكن تكون مقصرة، النقابات مقصرة، بعض الوزارات، والرئيس كذلك، وإعادة النظر فيما يخص مؤسسة الرئاسة ومستشارى الرئيس ومساعديه، على أن تكون هناك دائرة أوسع شوية، بحيث يستمع إلى أصحاب الخبرة.. القضاء ومنظومة العدالة محتاجة تتراجع طبعاً لكى يطمئن الناس وتصدق أنها لن تُظلم، كذلك الشرطة، نتيجة الكلام الكثير الذى نسمعه عن تجاوزاتها، إحنا ما صدقنا الناس بدأت تستعيد ثقتها فى الداخلية، لا نريد أن نفقد هذه الثقة مرة أخرى، نريد أيضاً أن تكون هناك محاسبة حتى للجيش، اللى هو مصدر فخر واعتزاز لنا، لكن كلنا اتخضينا بسبب تكرار الحوادث فى سيناء، قلنا لأ، الاستراتيجية الموجودة هناك لمواجهة الإرهاب محتاجة مراجعة، مش عيب، الشعب كله انزعج، مش مسألة تشكك، لا دول إخواتنا، إنما تكرار الحوادث بهذا الشكل كان مزعجاً، فمصر فى الفترة المقبلة ستواجهها تحديات كبيرة، ليس فقط تحديات أمن وإرهاب، وإنما تحديات اقتصادية، وكما رأينا عام 2016 ستتوقف كل المنح وأغلب المساعدات من دول الخليج، فليس لدينا اختيار سوى الاعتماد على أنفسنا.قناة السويس مشروع قومى عظيم.. لكن العبرة بالمشروعات التى ستقام حولها

■ ستتوقف المساعدات والمنح بشكل نهائى عام 2016؟

– قراءة الموازنة العامة للدولة 2015 – 2016، ليس مدرج بها أى نوع من المنح والمساعدات الخارجية، ولن يكون لدينا إلا أن ننتج، وإلا هناكل إزاى؟ مسألة الاقتصاد ومعيشة المواطن، علاجه، تعليمه، أجور الناس.. وإلا قد يتسبب ذلك فى حالات من الغضب والاعتراض من الناس، وهذه مسألة لا نريد أن تتكرر، كفايانا، مصر لم تعد تحتمل.. إحنا كده استوينا.

■ معنى ذلك أن 2016 قد تشهد مظاهرات غضب؟

– طبعاً إذا استمرت الأوضاع الاقتصادية بهذا الشكل، ستكون هناك حالات من السخط، الناس عايزة تعيش، ونحن متوقعون أن يكون هناك تحريك فى الأسعار، فى الدعم، فى الطاقة، كل هذه الأمور من الوارد أن يكون لها رد فعل قوى من الناس إذا كانت ظروفهم أو المناخ ليس مهيئاً، والناس ليس لديها الحد الأدنى الذى يسمح لها بأن تعيش حياة كريمة.

■ إذن مطلوب أن تراجع الرئاسة مواقفها والجيش أيضاً؟

– نعم مطلوب أن يراجع استراتيجيات المواجهة، وهذا ليس خطأ.

■ قلت إن منظومة العدالة فى حاجة للمراجعة، فما تعليقك على القانون الذى يعطى رئيس الجمهورية الحق فى عزل رؤساء الهيئات الرقابية؟

– أنا مش عارف إيه وجه الاستعجال، وليه نعمل بلبلة بقوانين مش مستعجلين عليها ونخلى الرأى العام والناس يقولوا إن هذا القانون يأتى من أجل المستشار جنينة؟ حقيقى من حق الرئيس أن يصدر قانوناً، لكن عليه أن ينتظر البرلمان وإذا رأيت أحداً مقصراً فى أداء وظيفته تستطيع بأكثر من طريقة أن تجعله يعتذر ويتقدم باستقالته.. هل بتلك القوانين أرضى الرأى العام أم أعطى لنفسى صلاحيات أم أواجه مواقف معينة تتطلب منى قوانين؟ أرى أنه يفضل الانتظار حتى لا أخلق نوعاً من التشكيك لدى الناس، لا نريد أن يتخيلوا أننا نعيد الدولة الأمنية أو دولة الرجل الواحد، فبعض الناس الذين كانوا مقربين من الرئيس ومؤيدين له ولثورة 30 يونيو بدأنا نسمع منهم آراء مختلفة، نتيجة القيام بأشياء ليس لها لزوم، كلنا مع الرئيس وعايزينه ينجح، وفى كلمات الرئيس الأخيرة وخطاباته نلحظ أنه أصبح حسّاساً، لا يتصور أن أحداً ينتقده، إزاى تظنوا فيَّا كده، ولديه تصور أن من ينتقده لا يفهمه ولا يثق فيه، لا يا ريس ما هو ده حال الدنيا، النبى الناس كانت بتحاسبه وتسأله وتشكك فيه كمان، وأهل بيته، لازم الأمور تبقى أبسط من كده شوية، إحنا عارفين إن الشيلة تقيلة، لكن ليس هذا معناه إن كل ما نسأل على حاجة يقول انتوا مش مصدقينى ولا إيه؟ متسيبونى أشتغل، لا، انت بتعمل شغلك واحنا كمان بنعمل شغلنا.

■ هل هناك مواقف محددة أوصلت لك هذا الشعور بأن الرئيس أصبح أكثر حساسية وغاضباً؟

– هو يشعر أنه يعمل بجهد وإخلاص، وأنا لا أشك فى هذا، لكن هذا لا يمنع أننا نسأل ونستفسر ونختلف ما دام مفيش إساءة أو تجريح، أصبح الرئيس حساساً فى موضوعات متعلقة بخطط الجيش، فيما يخص الأمن والقضاء واستقلاليته، ومنظومة القضاء والعدالة، وإن كان بعض الأحداث، بعد اغتيال النائب العام رأينا الرئيس يقول يا جماعة أعيدوا النظر، شوفوا، صلحوا، نفس الكلام بالنسبة للجيش، وهذا شىء طبيعى لازم يحدث مش عيب، فيه أخطاء بتحدث؟ نعم تحدث، وإلا ما شاهدنا تكراراً للحوادث والعمليات فى سيناء، هو معنى أننا ننتقد أو نقول ذلك أننا نشكك فى جيشنا؟ لا طبعاً.

■ ما آخر مواقفك مع الرئيس؟ وما الذى أوحى لك بما تقول؟

– بعض الوزارات تطرح مشروعات خاصة بالشباب، مشروعات صغيرة ومتوسطة، قلت له إن هذه الأمور لازم تتنظم لأن بها تكراراً ولن تخدم الشباب، قال لى إحنا هى دى رؤيتنا وإحنا بنحاول نعمل وعاء وهذا سبب موضوع وزارة المشروعات الصغيرة.

■ هل تحدثتم عن شىء خاص بالأحزاب أو الانتخابات؟

– لا، الأحزاب موقفه واضح بشأنها من البداية، وهو كلامه يا جماعة اتفقوا واتحدوا وأنا داعم، هو لا يريد كتلة داعمة لنفسه، الرئيس منفتح على الأحزاب كلها، لكن أعتقد أن المنافسة فى البرلمان ستكون محصورة بين اثنين من الأحزاب، فى النهاية سيكون لدينا 120 نائباً يمثلون بعضاً من الناس، الذين يحتاجون دعماً وتمييزاً بعض الشىء، لكن فى النهاية عندك 80% من المقاعد فردى، المهم يكون عندنا برلمان أحسن من مفيش، وأرى أنه سيخلق حالة من التوازن ويكون فرملة للكل، حكومة، ورئيس.

■ لن يستطيع حزب الحصول على مائة مقعد، حتى «المصريين الأحرار»؟

– لا لن يحصد أى حزب هذا العدد من المقاعد، «المصريين الأحرار» سيحصد على الأكثر 70 مقعداً، والمستقلون لن يتجاوزوا 150 نائباً، أما حزب النور فسيكون له فى حدود 25 – 30 نائباً، أما الأحزاب كلها فستنقسم نسبتها، و«المصريين الأحرار» ستكون فرصته أكبر لأنه بيصرف، والوفد لن يتجاوز 50 نائباً.

■ هل الخوف من صلاحيات البرلمان فى مواجهة الرئيس سبب تأجيل البرلمان؟

– الجميع تحدث عن صلاحيات البرلمان وصلاحيات الرئيس، وخوّف الناس وخوّف بعض من المستشارين أو المساعدين حول الرئيس، وهذا ما جعلهم يفكرون فى صناعة قائمة تكون أصابع الدولة فيها لضمان السيطرة، ولا أرى داعى لهذا الكلام، الرئيس هو الرئيس وله صلاحياته، والبرلمان شريك مع الحكومة والرئيس، ومصلحته أن تنجح الدولة.ليس هناك حاجة إلى الاستعجال فى إصدار قوانين أو تشريعات تخلق نوعاً من التشكيك

■ إذن ما السبب فى تأجيل الانتخابات؟

– كان هناك سبب فى البداية هو أن الحكومة والرئيس لم يكونوا متعجلين فتأخرت بعض الشىء، وقرروا أن ينتظروا ثم قرروا أن تكون هناك انتخابات فى مارس الماضى فظهرت الطعون لكن الرئيس والحكومة فى أمس الحاجة لوجود برلمان ليكون رسالة للعالم كله أن مصر قادرة أن تدير انتخابات.

■ هل هناك استقلالية الآن للحكومة عن الرئيس؟

– لا فى الوقت الحالى هى حكومة الرئيس وأتوقع فى البرلمان المقبل أن الرئيس ستكون له الكلمة الأولى والأخيرة فى اختيار الحكومة وأعضائها.

■ لماذا يفشل توحد الأحزاب دائماً؟

– مستحيل الأحزاب تتوحد.

■ لماذا وقد كان هناك تحالف الوفد المصرى، ما الذى جعلكم تتفككون بهذه الصورة؟

– أول ما اتقال هناك قائمة بتعملها الدولة المرشحين خافوا، وكله جرى، هقولك إيه، هى دى الحقيقة.

■ ألا يوجد أمل للتحالفات مرة أخرى؟

– لا.

■ هل من الممكن أن تكون حساسية الرئيس التى تحدثت عنها بداية لديكتاتوريته؟

– هذا ما نخشاه، يجب ألا يأخذ الأمور على نفسه قوى، مقدرين إنك قبلت التحدى وإن شاء الله تكون قده وتنجح، لكن لا نريدك أن تأخذ مواقف بناء على هذه الحساسية المفرطة، وربنا يكفيه شر من حوله حديثى العمل بالسياسة، وبعضهم هواة، وبعضهم ينتمون للنظام القديم وعايزين يرجعوا عقارب الساعة للوراء، مش هينفع يا إخوانا، متخربوش على الراجل.

■ هل هناك من يتحكم فى قرارات الرئيس؟

– كل من يسكن حوله بيزنوا، فى مؤسسة الرئاسة أو كل من هو قريب من مؤسسة الرئاسة أياً كان هؤلاء الأشخاص سواء من ينتمون لأجهزة أمنية، عسكرية، فهذه هى دائرة الرئيس.

■ أليس فى دائرة الرئيس سياسيون؟

– أغلبهم ليسوا سياسيين، وهذه مشكلة، حتى من يستعين بهم الرئيس الآن ويطلق عليهم المجالس الاستشارية المتخصصة، مجلس تنمية المجتمع، المجلس الاقتصادى، البعض منهم من الممكن أن يكونوا خبراء فنيين لكن ليس بالضرورة لديهم الحس السياسى.

■ لو تحدثنا عن قرارات الرئيس، ما نسبة صدورها بشكل مباشر منه ونسبة تدخل من حوله؟

– قرارات الرئيس تصدر منه بالكامل، لكن نتحدث عن تأثره بمستشاريه قبل اتخاذ القرار، أستطيع أن أقول إن نسبة تأثير من حول الرئيس عليه قبل إصداره قراراته تصل إلى 50%.

■ ألا يوجد أحد من السياسيين يثق بهم الرئيس؟

– على حد معلوماتى ولا سياسى يثق به الرئيس ولديه انطباع أن هؤلاء النخبة والسياسيين والمثقفين ضيّعوا البلد.

■ قلت فى موازنة 2016 ليست هناك مساعدات ومنح، الدول العربية لن تقف معنا بعد ذلك؟

– المنح والمساعدات التى كانت تتدفق علينا خلاص الرسائل وصلت واضحة، وهذا ظاهر فى الموازنة العامة للدولة.

■ إذن أين المنح التى جاءت من الإمارات؟

– خلاص كل هذا انتهى، وكل ذلك سينتهى هذا العام.

■ لكننا لم نر أثر هذه المساعدات بعد؟

– فيه حاجات كتير راحت وهو ده اللى عايزين نسأل عليه، ونعرفه، من أخذ؟ وماذا أخذ؟ وأين ذهب؟

■ لدينا 2 تريليون جنيه دين محلى، ما تعليقك؟

– عندك 40 مليار دولار دين خارجى، كل ده هييجى وقته وزمانه، وعندما يكون هناك فرسان فى البرلمان المقبل سنقرر ماذا سنفعل،

مش بنخوّن ولا بنشكك لكننا نريد أن نعرف ونطمئن، الفلوس اللى اتحسبت علينا وعلى الأجيال المقبلة راحت فين؟

■ هل الدول العربية ستتوقف عن دعمنا؟

– الدول العربية عندها التزاماتها، لن أظل أدعمك إلا إذا لقيتك بتشتغل على مشروعات.

■ هل سينهض الاقتصاد ونشعر بانتعاشة قريباً؟

– سيقوم، لو مصر كلها قامت مع بعضها، مشاريعنا الكبرى مثل قناة السويس لن تقيم اقتصاداً، قناة السويس حاجة كويسة وعظيمة، لكن العبرة بالمشروعات التى ستقام حولها.

■ فى أحد اجتماعات الرئيس برؤساء الأحزاب علمت أنك طالبت بالمصالحة وكان سبب اعتراض عدد كبير من الحضور.. هل هذا حدث؟

– ليست مصالحة، كنا جالسين معانا حزب النور وكان البعض يهاجمه، قلت للرئيس انت شايف واحنا قاعدين حزب النور وهو حزب قانونى شرعى إلى الآن قاعد معانا يتم التشكيك فيه، فالمناخ والجو كله يحتاج إعادة النظر فى رؤيتنا، ونظرتنا لنا كأحزاب مدنية، ثم رؤيتنا وتعاملنا مع أحزاب تيار الإسلام السياسى، النور وغيره.

■ لم يستجب الرئيس لملاحظاتكم على قانون الانتخابات على مدار عام ونصف، ما السبب؟

– مش مشكلة خلونا نعمل انتخابات به، ويكون هناك برلمان وبعدها نغير القانون، ونعمل ما نريد، بدل ما احنا واقفين لا نفعل شىء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.