وتساءل السادات كيف نواجه الناخبين الذين ائتمنونا على مستقبلهم وعلقوا امالهم بالمجلس المنتخب كي يرتقي بأحوالهم ومعيشتهم، ثم نقول لهم لابد ان تستمروا في المعاناة لان الحكومة مفتقرة الى الابداع والقدرة على صناعة بدائل حقيقية للوضع الاقتصادي الحالي؟ كيف نستطيع ان نواجه الناخبين إذا سألونا عن تقارير الإهدار في المال العام والتي صدرت بها تقارير المركزي للمحاسبات وترفض الحكومة ان تعترف بها؟ وكيف نقنعهم بضرورة تحمل الأعباء وهم يشاهدون مظاهر البذخ والاسراف في أمور لا علاقة لهم بمشاكلهم ولا تفيدهم في شيء؟ وأخيرا كيف نقنع الشعب باي قرارات اقتصادية صعبة والحكومة ما تزال مصممة على إخفاء المعلومات التي تبرر بشكل واضح وقاطع ضرورة هذه القرارات، وتتعامل مع المواطنين ونوابهم على أنها تهديد للأمن القومي.
على الحكومة ان تطبق القرارات الصعبة على نفسها أولا قبل ان تطلب من المواطنين المثقلين بالأعباء تحمل المزيد والمزيد الى ما لا نهاية. علينا جميعا ان ندرك ان النار تحت الرماد والسخط والغضب لن يستمر كتمانه وسندفع جميعا ثمن العناد والمكابرة.