السيد الرئيس / عبد الفتاح السيسى
رئيس جمهورية مصر العربية
تحية طيبة وبعد . وكل عام وسيادتكم بخير:-
تمر مصر بمرحلة فارقة من عمرها تتطلب أن يقوم كل منا بدوره بإخلاص وأن يتم إنصاف الوطنيين ومحاربة الفاسدين والمحتكرين ، ولقد كانت دعواتكم المتكررة لإصلاح الفكر وتجديد الخطاب الدينى محل احترام وتقدير من الجميع في الداخل والخارج خاصة بعدما شهدته مصر والعالم من أحداث إرهابية جاءت نتاج التكفير والفكر المتطرف والجهل وكان وما زال للأزهر الشريف والكنيسة المصرية دور كبير في محاربة تلك الأفكار الهدامة وبيان سماحة الإسلام والديانات السماوية التي دعت للمحبة ونبذ العنف.
أجدد دعوتى إليكم سيادة الرئيس ونحن على مشارف إنتخابات رئاسية مقبلة لأن تتبنى بنفس الجهد والحماسة تحريرالخطاب السياسى لنشهد لقاءات وحوارات جادة مهما كان الإختلاف تأكيدا للديمقراطية بمفهومها الواسع وتشجيعا للمجتمع المدنى والأهلى للقيام بدوره ورسالته في تنمية المجتمع من خلال مشاركته لإزالة العوائق والتدخلات التي تقف حائلا دون قيامه بهذا الدور.
سيادة الرئيس :-
لقد حان الوقت لكى نعمل جميعا من منطلق أن مفهوم السياسية أوسع بكثير من مفهوم الأمن وأن تكميم الأفواه لا يمنع العقول من التفكير. فماذا بعد تقييد حرية الرأى والتعبير وفرض الرأى الواحد وضمور الحياة السياسية وإقتلاع مؤسسات المجتمع المدنى وتأميم الإعلام ؟ وكيف لمصرأن تنهض ونصوص القوانين والدستور شئ والواقع وما يتم تطبيقه شئ آخر وكيف لمناخ سياسى جيد أن
إختفت أصوات المعارضة الحقيقية وسيطر على المشهد السياسى وجوه واحدة بأفكار واحدة تحمل رسالة واحدة ، ولم يعد هناك صوت آخر يتم السماح له بحق الإختلاف ، إننا على مشارف إنتخابات رئاسية فى هذا العام وحتى هذه اللحظة لا يفكر أحد فى الترشح ومنافستكم والإنتخابات القادمة بهذا الشكل ستكون أشبه بالإستفتاء ، نعم قد يخوض سباق المنافسة البعض لتجميل وتحسين المشهد لكن المنافسون الحقيقيون لن يقبلوا الدخول فى منافسة غير متكافئة فى أجواء لا تسمح حتى بالرأى الآخر.
إن الوضع السياسى الحالى يتطلب من سيادتكم إعادة نظر وفتح الباب أمام المعارضة البناءة بغض النظر عن الإنتخابات الرئاسية أوعدمها . فالمعارضة مرآة لأى نظام حتى وإن لم تكن هناك قناعة بآرائها فلا يجب أن نغمض أعيننا عن النظر إليها فإن لم تنفع فلن تضر.
” وتفضلوا سيادتكم بقبول وافر التحية والتقدير “
محمد أنور السادات
رئيس حزب الإصلاح والتنمية