04أكتوبر

المصرى اليوم 

«كامب ديفيد» كانت الطريقة الوحيدة للحصول على الأرض.. ولو ساندته الدول العربية لرأينا دولة فلسطينية مستقلة
اغتيل السادات، رجل الحرب والسلام، خلال الاحتفال بانتصار أكتوبر، وبعد 40 عاما من تنفيذ هذه الجريمة التى غيرت مجرى الأحداث فى مصر لا تزال الأسئلة تحيط بالواقعة.. هل مات السادات مظلوما؟، هل أعطاه التاريخ ما يستحقه؟، هل كان التيار الإسلامى الوحش الذى أخرجه السادات من قفصه ليغتاله بدلا من رد الجميل له؟.
أسئلة كثيرة أجاب عنها محمد عصمت السادات، نجل شقيق الرئيس الراحل، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، خلال حواره مع «المصرى اليوم»، وكشف أن السادات كانت لديه نية ترك الحكم، عقب تسلم سيناء عام 1982.

وإلى نص الحوار:

■ هل مات السادات مظلوما؟

– السادات مات شهيدا هذا هو الأمر المؤكد، والتاريخ يستطيع أن يحكم عليه إذا كان قد مات ظالما أم مظلوما؛ فالتاريخ منصف ويعطى كل من تولى حكم مصر ما له وما عليه، مع الأخذ فى الاعتبار الوقت والظروف التى يتولى فيها كل رئيس حكم البلاد، وأستطيع أن أقول إن الأيام أثبتت أن السادات فى أغلب قراراته كان على حق، ربما هناك بعض القرارات التى قد تكون عليه مسؤولية فيها، أو لم تلق قبولا شعبيا، وفى النهاية هى لا تقلل أبداً من النجاحات والنقلات التى حققها لمصر؛ فالتاريخ هو الذى ينصف الجميع.

■ شهدتَ أحداثا مر بها الرئيس خلال فترة حكمه.. كيف ترى مشواره السياسى؟

– لو استرجعنا التاريخ نرى أن السادات لم يبدأ فقط منذ توليه السلطة عام 1970؛ فهو صاحب تاريخ طويل من النضال والكفاح الوطنى، لا نستطيع اختصار نضاله فى سنوات حكمه فقط؛ وما قبل ذلك كان مهما، ومنذ توليه السلطة، وهنا لا بد أن نعرف الظروف وقتها فى مصر.. كانت الأرض محتلة، العلاقات شبه مقطوعة مع العالم حتى على مستوى الدول العربية، وعلى المستوى الداخلى كان اقتصاد مصر يكاد يكون منهارا، نتيجة حرب الاستنزاف وحرب اليمن.

وأؤكد أن السادات لم يخرج فقط الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية من السجون؛ لكن قرار الخروج كان للكل؛ رأسماليين أو شيوعيين أو إسلاميين، لأنه كان يؤمن أننا «داخلين فى مواجهات»، ولدينا حرب تحرير الأرض ولا بد لكل المصريين باختلاف عقائدهم أو توجهاتهم وآرائهم السياسية، أن يشاركوا فيها، هذا هو الإنصاف الحقيقى الذى لا بد أن يحصل عليه السادات، بناء على اعتراف كثيرين ممن عاصروه وانتقدوه وقتها، ليعودوا ويكتبوا الحقيقة؛ فبعد أن كانت كل التيارات السياسية فى السجون أثناء حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، أعطى السادات فرصة للجميع؛ كنوع من المصالحة المجتمعية، لأنه مقبل على حرب ومن الطبيعى أن يتوحد الناس على قلب رجل واحد، وهو ما حدث بالتخطيط والعمل الجاد، ونجحنا فى تحقيق انتصار أكتوبر، أول انتصار عسكرى حقيقى منذ عهد محمد على، وقبل ذلك لم تكن هناك انتصارات، قد تكون انتصارات سياسية لكن العسكرية كان الأول هو ما حققه السادات فى 6 أكتوبر 1973.

■ كيف كانت رؤية السادات للأحداث السابقة لعصره؟

– كثيرون لم يستطيعوا تقديم قراءة جيدة لفكر السادات؛ فالرجل، منذ توليه، فتح البلد وأخرج الجميع من السجون، وكان يستعد لمعركة انتهى منها ليفكر فى إعادة بناء الاقتصاد المنهار، وكان لا بد من الانفتاح على الغرب لإنعاش الاقتصاد، البعض وصفه بأنه انفتاح «سداح مداح»، وأنه «انفتاح استهلاكى»، وهو ما كنت أراه طبيعيا فى بلد مغلق منذ سنوات طويلة، عانت فيها مصر من ضعف الاقتصاد وعدم توافر وسائل المعيشة المناسبة، وهو نفسه عانى من ذلك، وكى تنمّى الصناعة وتخلق سوقا، كان لا بد من الاستيراد، استعدادا لتمهيد البلد، والطبيعى أن يكون الانفتاح الاستهلاكى فى البداية من أجل خلق أسواق تجذب الناس لبناء مصانع فى مصر وهو ما تحقق، وكان فى الأول استيرادا أدى إلى توافر صناعة مصرية فى مختلف المجالات.

■ لكن هذا الانفتاح أدى- وإن كان فى مرحلة متأخرة- إلى احتجاجات شعبية؛ مثل انتفاضة يناير 1977، رفضًا لزيادة الأسعار؟

– لو نتذكر الزيادة كانت لا تذكر، وكان رئيس المجلس، سيد مرعى، وقتها؛ فكانت الهتافات «سيد بيه كيلو اللحمه بقى بجنيه»، وهو أمر صعب على الناس حتى لو كانت الزيادة قروشا قليلة، وكانت الدولة تحاول خلق إصلاح اقتصادى وتحريك الأسعار، وتراجع السادات، وهنا لا بد أن نعرف نتيجة الانفتاح الذى بدأه السادات، فاليوم كل المنتجات الاستهلاكية تصنع فى مصر، من خلال شركات أجنبية ومصرية وعربية، ورأينا بنوك استثمار عالمية، تعمل فى مصر وكل هذا لأن السادات وضع البذرة للاقتصاد، من خلال الانفتاح، والسادات كان يشعر أن المصريين عانوا لسنوات طويلة من الحرمان، ومن حقهم أن يعيشوا مثل باقى دول العالم، عبر توفير كل المنتجات المحلية والمستوردة، وأن يكون لديهم الاختيار، لذا لجأ إلى تأسيس منطقة حرة فى بورسعيد، وهنا أتذكر فى لقاء أسرى مع السادات وإحدى قريباتنا.

حدثته عن التهريب فى بورسعيد وأن ذلك يؤثر على المنتجات التى تصنع فى مصر، فكان رد السادات، أن كل مدن خط القناة عانت كثيرا، ونرى أن تكون منطقة حرة ليكون لديها فرصة أن تتعامل مع العالم بهدف أن تغنى الكثير من المصريين، الذين ليس لديهم القدرة على السفر للخارج لتوفير احتياجاتهم، وهى مسألة لا بد أن تتحقق لتوفير الفرصة للجميع ليشترى كلٌ على قدر إمكانياته؛ فكان السادات يتحدث وكأنه يعمل «مأمور جمرك»، وقال: «مش معقول المصرى يفضل هو الوحيد اللى يرجع من الخارج يجيب منتجات غير موجودة فى بلده؛ مثل مروحة أو بطانية، هذا لا بد أن يتوقف.. إحنا مش مختلفين عن دول العالم»، فكان يشعر بالناس ويشعر بمعاناتهم، مثلما عانى فى فترة شبابه، فكان يرغب للناس أن تعيش.

■ كان توجه السادات إلى أوروبا وأمريكا بعيدا عن الاتحاد السوفيتى.. كيف ترى ذلك؟

– أرى أن توجه السادات إلى الغرب، حيث الحداثة والتكنولوجيا، غير روسيا والكتلة الشرقية اللى كانت إمكانياتهم محدودة ولا يمتلكون صناعات، فكانت وجهة نظره أن المصرى يريد أن يشعر أنه جزء من العالم لذا كان التوجه إلى اوروبا، وكانت دول شرق أوروبا والاتحاد السوفيتى، رغم أنها قوية فى هذه الفترة، لكنها تفككت فيما بعد، ما يدل على بعد نظر السادات ورؤيته لأحداث تحتمل الصواب والخطأ فى النهاية، ولا بد للإنصاف، أن نقيم الإيجابيات والسلبيات لإعطاء رؤساء مصر حقهم فى الظروف التى تولوا الحكم فيها، ليكون الحكم عاقلا ورشيدا وكى لا نخدع الأجيال الجديدة ونزور التاريخ.

■ هل أخذ السادات حقه تاريخيا؟

– كثيرون ممن عارضوا السادات تراجعوا ونهجوا نفس النهج الذى سار عليه، وإن كانوا متأخرين، فنحن خسرنا كثيرا مما كان يمكن تحقيقه لو استمعنا للسادات، وبالتحديد فيما يخص قضية السلام، وأعتقد لو جلست الدول العربية على طاولة المفاوضات مع مصر منذ 1979، لكانت القضية الفلسطينية تغيرت، وكان من السهل أن نرى حكما ذاتيا ودولة فلسطينية مستقلة، لو كان حدث إجماع عربى وتفهم لخطوة السادات وقتها.. واليوم للأسف الدول العربية تتصارع مع إسرائيل على ما تبقى من الضفة وغزة فى وقت كانت لدينا الأرض كاملة فى 79، وللأسف نحن أساتذة الفرص الضائعة، نأتى متأخرين، ولا نحصل على شىء ونلهث بمطالب بسيطة، فى وقت كان لدينا فيه الفرصة للحصول على مطالبنا كاملة.

■ من يتحمل مسؤولية ضياع هذه الفرصة؟

– كل من أطلقوا على نفسهم جبهة الصمود والتصدى، وقد تساقطوا، وكل من شمت فى وفاة الرئيس، تلف الأيام وشعبهم يثور عليهم وينتهون نهاية مؤسفة، فالتاريخ لا يرحم هؤلاء ومن وافقهم وسلك نفس السلوك من السياسيين المنتمين لتيارات كان صعبا تقبلهم هذه الخطوة، وأقول لمن لم يراجع نفسه منهم راجعوا أنفسكم «مفيش شعوب تفضل تحارب على طول»، الشعوب حرب فسلام، ومنذ الحرب العالمية الأولى كانت الحرب فى البداية؛ ثم انتهت إلى مائدة مفاوضات وسلام ورأينا «الاتحاد الأوروبى»، بعد ملايين الضحايا نتيجة الحروب نجحت أوروبا فى إنشاء اتحاد أوروبى شامل، ونحن كان لدينا الفرصة لكن بعض الزعامات العربية والمفكرين لا يحسنون اختيار المواقف، ويلجأون إلى التنظير على الناس وللأسف البسطاء يصدقون.

السادات كان واضحا حينما أخذ نهج السلام، وقال إن هذا أقصى ما يمكن أن نقدمه فى هذا الوقت؛ فليس لدى القدرة على مواجهة الغرب وأمريكا وإسرائيل.. تحركنا وحررنا الأرض وهو ما أعطانا القدرة على الجلوس على مائدة التفاوض، ونحصل على أرضنا ونتحدث عن فلسطين والجولان، وللأسف العرب لم يساعدوا السادات وقتها، ورغم ذلك مصر لم تخرج من الصراع والمواجهة، وحتى الآن مصر هى الدولة القوية الوحيدة المتماسكة، التى تدافع عن قضايا العرب بشكل عام، دولة عاقلة حكيمة ذاقت ويلات الحروب، والسادات نفسه قال: «هروح لأى مكان كى لا تراق قطرة دم واحدة، كان ممكنا أن يكابر مثلما فعل زعماء عرب كثيرون، دون فعل، لكنه نجح فى تحقيق الانتصار والجلوس على مائدة المفاوضات والحصول على الأرض، وما يتردد من كلام غير حقيقى، أن أرض سيناء منزوعة السلاح أمر مضحك، لأن الأرض تحت سيطرة مصرية كاملة، وكل ما يتردد لىٌّ للحقائق لأن مصر دخلت فى سلام وتنمية وتعمير، وجميعنا رأينا ما تحقق فى سيناء والطور ورأس سدر وشرم الشيخ، من خلال تنمية الثروات التعدينية والتنمية الزراعية ومياه النيل.

■ هل كانت قراراته الصادمة والجريئة والأحادية سببا فى معارضته؟

– بالعكس السادات كان يستشير ويسأل، ولم يكن لديه أدنى مشكلة أن يستعين باتجاهات مختلفة عنه، فالبعض يرى أنه ديكتاتور فى بعض قراراته، وأرى أن بعض المواقف لا بد فيها من قرارات صارمة صادمة؛ مثل قرار الحرب والسلام، وما يؤخذ عليه أنه اتبع سياسة الصدمات الكهربائية بشكل وطنى خالص لصالح البلد فى الأساس، والدليل أنه أول من أرسى مبادئ عودة الحياة الحزبية وعودة المنابر والتعددية الحزبية، السادات يسابق الزمن لأنه يشعر بتعب الناس، وأنهم محتاجون، وشعر أن الناس بعد الحرب لديهم أمل، وعلى كل من يتحدث عن السادات، أن يكون منصفا؛ خاصة مفاوضات السلام، لأنه لو كان هناك أى بديل غيرها كان سيلجأ له، لكنه حارب ثم لجأ إلى المفاوضات والتصالح.

■ هل كان من أبرز أخطاء السادات إخراج الإخوان من السجون؟

– فى بدايات حكمه تصالح السادات مع الجميع، وما حدث أن التيار الإسلامى استغل المناخ وتوغل فى مؤسسات الدولة من جامعات وغيرها، ليس بتشجيع منه، لكن من بعض المحيطين به، وتصور السادات وقتها أنهم لن يصلوا إلى ممارسة العنف والكراهية، رغم أن تاريخ التيار الإسلامى معروف بالعنف، لا أعرف كيف كان يفكر؛ لكنه فى آخر أيامه قال: «انا كنت غلطان.. أعطينا فرصة للجميع وللأسف واضح أن كل هذه التيارات متشابهة»، وكان يقصد الإخوان والتيارات والجماعات الإسلامية.. وقال: «أنا كنت غلطان وتصورت انهم هيكونوا حريصين على البلد والسلام المجتمعى»، ربما ما حدث جعله يشعر فى آخر فترات حكمه أن هؤلاء استغلوا الفرصة وانتهت بواقعة الاغتيال.

■ كيف ترى قرارات اعتقالات سبتمبر؟

– أريد أن أقول كلمة حق، أن الرئيس السادات منذ توليه الحكم لم يصدر فى عهده أى قرار اعتقال لسياسيين، ربما الأجهزة الأمنية رأت ذلك فى بعض القيادات السياسية أو الإسلاميين، ولم يكن توجه السادات نحو الاعتقالات، لأنه عانى من الاعتقال، ولم يكن ضمن مدرسته أو فكره السياسى، وكثيرون ممن سجنوا فى عصر السادات؛ سواء إسلاميون أو يسار أو ناصريون، أثناء لقائى معهم كقيادات حزبية، أعلنوا أكثر من مرة أنهم لم يتعرضوا للتعذيب أو الإساءة، والسادات لم يكن بهذه العقلية ودائما ما كان يتحدث عن القانون وسيادة الدولة.

بالطبع القرارات أصابت الجميع بالدهشة والذهول.. كيف يفتح باب التعددية الحزبية والسياسية وفى الوقت نفسه يعتقل معارضيه، وقد قال الأسباب وأعلنها صراحة: «أنا مضطر أحتجز هؤلاء من كل التيارات عشان انا فى وضع حرج مع الجانب الإسرائيلى ولا أريد لهؤلاء أن يفسدوا ما وصلنا إليه، وهؤلاء غير قادرين على قراءة المشهد بشكل واضح»، وأعلن السادات وقتها أمام مجلس الشعب الأسماء المحتجزة، لم يلجأ لسياسة القبض فى نصف الليل أو إخفاء المعارضين، وقال «1500 اسم نتحفظ عليهم بمعاملة إنسانية، ولا بد أن نجنبهم حتى الانتهاء من المفاوضات واستلام الأرض فى إبريل 1982، لتانى يوم يروحوا بيوتهم». وأعلن ذلك فى خطاب رسمى، وكانت هذه هى نيته بكل صراحة، ورأى كثيرون أنها خطوة غير موفقة، وأساءت له.

■ هل استحقت «كامب ديفيد»، توتر العلاقات بين مصر والدول العربية؟

– الحدث كان كبيرا ولم يستطع أحد أن يستوعب الأمر، الكل تربى على المواجهة مع إسرائيل وأنها المغتصبة والعدو، فكان صعبا على كثيرين الجلوس على طاولة المفاوضات، وفى هذا الوقت لم يكن أمام السادات بديل، دخل الحرب وكانت الخطوة التالية هى التفاوض وكان مستوعبا ذلك، وهناك من الزعماء العرب من كان داعما للسادات فى السر، ووصفوا أنفسهم بأنهم دول الصمود والتصدى، مثلا سلطنة عمان دعمت السادات فى العلن والسودان أيضا، لكن الباقين دعموه بشكل خفى ليس خوفا من شعوبهم لكن خوفا من ردود فعل الرؤساء العرب، وعلى رأسهم صدام حسين والقذافى.

■ كيف ترى تحول العلاقات الدولية المصرية من الاتحاد السوفيتى إلى دول الغرب؟

– السادات كان يريد تحقيق النهضة لمصر من خلال الصناعة والزراعة، وكان يرى أن عليه الاتجاه للغرب، رغم وقوف الاتحاد السوفيتى إلى جوار مصر، لكن هذا دائما كان أقصى ما يستطيع الاتحاد السوفيتى أن يفعله، والسادات كان يرى أن من حق المصريين أن ينعموا بما ينعم به الغرب، لم يكن تفكيره يتجه نحو أمريكا والدول الأوروبية ليتمثل بهم فقط، لكن ليشاركهم ويتاجر معهم ويصنع معهم ويلتزم بمعاييرهم المتعلقة بالحريات والحق فى التعبير والرأى، «انت رايح لناس لها معايير وشروط»، لا بد من الحفاظ على حقوق الناس والحياه الكريمة والتعبير عن الرأى، وكان مدركا أنه لا بد أن يلتزم بالمعايير وكان هذا توجهه.

■ لو استمر السادات لفترة أطول هل كان من الممكن أن نرى مصر دولة عظمى؟

– قال كثيرون «لو ربنا طوّل فى عمره كانت مصر ستشهد خطوات أوسع»، وبالتأكيد كانت الأمور سوف تختلف، وما أعلمه أن السادات أعلن عبر أكثر من لقاء أسرى أنه كان ينوى ترك السلطة بعد تسلم الأرض، ويكتفى برئاسة الحزب الوطنى ويترك رئاسة الجمهورية لنائبه أو من ينتخبه الشعب.

■ تولى السادات رئاسة مجلس الأمة والمؤتمر الإسلامى وجريدة الجمهورية ونائب رئيس.. ما الفرق فى أدائه حينما وصل لرئاسة الجمهورية؟

– دوره فى مجلس الأمة، فى هذا الوقت، نظرا للأحداث التى مرت بها مصر من النكسة وحرب الاستنزاف والتحديات الدولية والإقليمية ومواجهات ومواقف مع الغرب، أعتقد أنه بالعودة لمضبطة المجلس فى هذا الوقت، فإن أداءه كان مناسبا للغاية لما تمر به البلاد، والدور الأبرز للسادات من وجهة نظرى هو رئاسته المؤتمر الإسلامى، كان جهده كبيرا جدا لأن منظمة المؤتمر الإسلامى كانت تضم إيران، ومن هنا بدأت علاقته بشاه إيران فى نهاية الخمسينيات، وكون علاقات مع الملك فيصل وشاه إيران، ما ساعده عندما تولى الحكم فى تحسين العلاقات؛ خاصة مع إيران والسعودية، وحصل تفاهم بشكل سهل، وكان من المعروف أن هناك توترا فى العلاقات بين عبدالناصر والملك فيصل بسبب حرب إيران؛ فالسادات لم يكن فقط لديه حسن الخطابة فكان لديه القدرة على بناء علاقات قوية فى الداخل والخارج.

■ علاقة السادات بالغرب.. خاصة الإعلام الغربى كيف كنت تراها؟

– نجح السادات فى استقطاب وسائل الإعلام الدولية، وما كتب عنه فى الخارج والذى نحتفظ به فى بيته والمتحف فى بيت أبو الكوم، كيف كانت ترى هذا الرجل وتحلل مواقفه وقراراته، ونجح السادات، خلال مفاوضات السلام، فى تطويع وسائل الإعلام الخارجية التى كانت تأخذ موقفا من مصر.

■ كيف كان يعلق على مصطلح الرئيس المؤمن؟

– كان معتدلا فى إسلامه، حريصا عليه، لم يكن لديه مشكلة معه، وأطلق آخرون عليه هذا اللقب، ولم يكن يضايقه، وربما رأى البعض أنها كلمة ليست فى مكانها، حتى لا ندخل الدين فى السياسة.

■ هل حصل السادات على ما يستحقه بعد 40 عاما من استشهاده؟

– كلما يمر الوقت، تتذكره الناس وتترحم عليه وترى أنه كان صاحب رؤية ومواقف مهمة فى تاريخ مصر والمنطقة العربية، وهذا هو التكريم الحقيقى.

■ ماذا عن تأسيسه للحزب الوطنى الديمقراطى؟

– أعتقد أن السادات لو لم يؤسس للتعددية الحزبية لم نكن نستطيع أن نصل إلى هذه المرحلة، وكان من الممكن أن نستمر بنظام الحزب الواحد، فالشعوب تحتاج إلى قائد صاحب قرار ولديه قدرة على التحول الديمقراطى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.