تابعنا ما انتهت إليه اجتماعات قمة دول مجموعة العشرين وأيضا القرارات والإجراءات الصادرة من أغلب الحكومات والبنوك المركزية في الدول الأوروبية وأمريكا بشأن تقديم حزم مالية وحوافز اقتصادية للمساعدة في مواجهة تداعيات وأثار فيروس كورونا على صحة وسلامة مواطنيهم والاقتصاد العالمي بصفة عامة.
وأعتقد أننا في مصر ومعنا كثير من الدول النامية في أشد الحاجة إلى التحرك الفوري لتقديم وتسويق مقترح عاجل بشأن إعفاءنا من جزء كبير من ديوننا الخارجية من خلال دعوة المجتمع الدولي وأعضاء مجموعات دول العشرين والثمانية مع مؤسسات وصناديق التمويل الدولية لدراسة واعتماد هذا الإعفاء نظراً للتأثير الكبير لهذا الوباء على مجتمعاتنا من جميع النواحي الصحية والاقتصادية والاجتماعية مما يستحيل معها التعافي بسهولة وتحقيق أهداف وخطط التنمية المستدامة 2030 والتي أقرتها الأمم المتحدة والبنك الدولي والتي سينتج عن التأخير في تنفيذها مزيد من الفقر والمرض والجريمة والإرهاب والهجرة.(لدينا خطة عمل وحملة يقوم بها ممثلي المجتمع المدنى والأحزاب كتمهيد لتحرك الحكومة جاهزة لمناقشتها لمن يهمه الأمر).
لقد رأينا ورغم الثراء الفاحش والتقدم العلمي والتكنولوجي في أغلب الدول الغنية عجزها وعدم استطاعتها مواجهة أو وقف انتشار المرض، ولم ينفعها ترساناتها العسكرية ولا النووية التي تنفق عليها المليارات سنوياً.
لقد حان الوقت ليعلم الجميع أن الإنسان الذي كرمته جميع الأديان السماوية أينما كان هو أساس الكون، ولا بد للضمير الإنساني العالمي التعاون لتحقيق رفاهيته وسبل الحياة الكريمة له من خلال إقرار العدل والمساواة والسلام بين الشعوب لتأكيد الثقة في النظام العالمي ومنظماته الدولية والتي أصبحت مواقفها على المحك.
الفرصة مواتية ” وإن مع العسر يسر” وعلينا التفاؤل والتفكير في الدروس المستفادة من هذه الكارثة لعدم تكرارها مرة أخرى وبمشيئة الله وقدرته وجهود وتضحيات المخلصين سنتغلب على هذا الوباء ويعود العالم للعيش في سلام وأمان.
محمد أنور السادات
رئيس حزب الإصلاح والتنمية