قال محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، إن المرشح الرئاسي حمدين صباحي، يغازل جماعة الإخوان المصنفة «إرهابية»، متوقعا أن تصوت الجماعة لـ«صباحي».
وأشاد «السادات»، في حوار مع صحيفة «الراي» الكويتية، نشرته في عددها الصادر اليوم السبت، بدور دول الخليج في تحسين العلاقات بين مصر والولايات المتحدة وأوربا، وتوقع أن تتحسن تلك العلاقات بالتدريج.
وفي ما يلي نص الحوار:
• ما تقييمك للقاء ممثلي الأحزاب المصرية مع وزير خارجية الدنمارك ورئيس برلمانها خلال زيارة الوفد الشعبي أخيرا؟
– تحدثنا عن حقيقة الأوضاع التي تشهدها مصر في حضور ممثلي الأحزاب والبرلمان الدنماركي وكذلك وزير الخارجية، وأكدوا على احترام إرادة الشعب المصري، ولم يتحدث أحد عن أن ما نشهده انقلاب لكنهم انتقدوا ما أسموه «تجاوزات حقوق الإنسان، ومحاكمات جماعية»، خاصة حكم الإعدام الأخير في المنيا.
وانتقدوا أيضا ما اعتبروه عمليات القبض العشوائي ضد المتظاهرين، وشددوا على ضرورة احترام الحقوق والحريات، ومن جانبنا أكدنا أنه مع الانتهاء من الانتخابات الرئاسية سيعود الاستقرار إلى مؤسسات الدولة المختلفة.
• ألا تعتبر هذا تدخلا في أحكام القضاء؟
– قلنا إن القضاء في مصر مستقل، ولا يتدخل أحد في أحكامه التي تصدر من خلال أوراق ومستندات، وإذا حدث أي خلل في إجراءات المحاكمة تتم مراجعته عبر مراحل الطعن، والأحكام الحالية ليست نهائية بمجرد صدورها، بل إن حق الدفاع والطعن مكفول.
• هل يقدرون أن مصر تواجه عمليات «إرهابية» أم لا؟
– هم يقدرون أن هناك مواجهات عنف وإرهاب، لكنهم يتحدثون عما يسمونه «محاكمات جماعية» و«عقاب جماعي»، ويعتبرونها محاكمات غير عادلة.
• هل لاحظتم أي انحياز إلى جماعة «الإخوان»؟
– لا يوجد انحياز، بل إنهم يدركون أن هناك خلافا سياسيا، وقلنا إن الانتخابات تحدد الخريطة الجديدة من دون إقصاء لأحد، ووزير الخارجية الدنماركي ورئيس البرلمان أكدا أنهما يهتمان بنزاهة وشفافية العملية الانتخابية المقبلة وأنهما يحترمان ما تستقر عليه إرادة الشعب المصري.
• ماذا عن معركة الرئاسة، هل ترى أنها محسومة من البداية؟
– الشعب قال كلمته ووجه رسائل كثيرة، وفرصة المشير كبيرة وسيحسم المعركة من الجولة الأولى، وأتوقع أن يحصل على نسبة 70 في المئة، والأهم هو كثافة الإقبال.
• لمن يصوت «الإخوان» إذا لم يقاطعوا التصويت في الانتخابات الرئاسية؟
– لمصلحة حمدين صباحي، فهو يوجه رسائل محددة لهم ويلعب بمشاعر البعض بحديثه عن أن الثورة مستمرة، وعن الإفراج عن المعتقلين، ويشعرنا بأننا في الستينات، ويتحدث حول مجموعة من الأماني.
والسؤال هو: كيف سينفذ هذه الوعود؟ فالكلام سهل، وأرى أن خطاب حمدين يعتمد فقط على دغدغة المشاعر، في حين أن المصريين ملوا هذا الكلام، وينتظرون المستقبل ولا ينظرون إلى الماضي.
• هل تأثر المشير بعدم تنظيمه لقاءات جماهيرية واجتماعات مع الأحزاب والقوى السياسية؟
– هذا كلام انتخابات، وعدم نزول المشير يرجع لأسباب أمنية، مع العلم أن الجماهير عرفت حملة المشير وصدّقته قبل أن ينتوي الترشح للانتخابات الرئاسية ويبدأ حملته، والمؤتمرات الجماهيرية عملية شكلية بالأساس.
• ما هي انطباعاتك عن المشير خلال لقاءات الأحزاب بقيادات المجلس العسكري في وقت سابق؟
– هو قارئ جيد لما يحدث، ويقدر ما حدث في 25 يناير، ويرى أنها ثورة شعبية وانتفاضة غضب، والجيش داعم لهذا الأمر، والمشير لا يفرق بين الموجة الأولى للثورة في 25 يناير والثانية لها في 30 يونيو، ولا يصح أن يضيع البلد بسبب جدل لا طائل منه سوى مزيد من الانقسام.
• كيف ترى وصول المشير إلى السلطة؟
– صندوق الانتخابات يحكم العلاقات الدولية والعالم سيحترم إرادة المصريين، ولا شك أن دول أوربا وأميركا تبحث عن مصالحها، وترى ضرورة أن تعود مصر آمنة مستقرة بعد الضربات الإرهابية التي تلاحقها.
• في موضوع «الإرهاب»... هناك من يرى أن الحل في إقالة وزير الداخلية فما تعليقك؟
– رجال الشرطة يقومون بجهد كبير ولا يجب الحديث عن إقالة وزير الداخلية الآن، حتى لا نهز ثقة الشرطة في قياداتها، خاصة أن التغيير الوزاري سيحدث بعد انتخاب الرئيس.
• البعض يقولون إن الدولة مقبلة على مرحلة من القمع بعد حظر «حركة 6 أبريل» بحكم قضائي؟
– لا يجب أن نزج بمحكمة الأمور المستعجلة في أمور لا شأن لها بها، والسؤال: هل هناك كيان قانوني اسمه «6 أبريل» حتى نقوم بحظره؟ الحكم إذا تحصيل حاصل، فلا توجد أرصدة ولا مقرات لمجموعة «6 أبريل»، والحكم بمثابة رسالة لبعض الشباب الذين ينتهجون العنف والتظاهرات غير السلمية.
• هل تتوقع أن تؤدي الانتخابات البرلمانية المقبلة إلى برلمان مفتت؟
– سنصل إلى برلمان ليس فيه غالبية لأحد، حيث يتكون من مجموعة ائتلافات يصعب التحكم فيها أو قراءة توجهاتها، ومن حق البرلمان القادم أن يعدل قانون الانتخابات البرلمانية.
• ماذا عن خريطة التحالفات السياسية الجديدة وهل تتأثر بخريطة الانحيازات السياسية في الانتخابات الرئاسية؟
– الانحيازات السياسية تجاه المرشحين للرئاسة ستنعكس على التحالفات في الانتخابات البرلمانية فالأحزاب الأقرب إلى حمدين ستشكل قائمة موحدة، والأحزاب الأقرب للمشير ستصيغ قائمة أخرى.
• وهل تتوقع أن تتصاعد نغمة «يسقط حكم العسكر» وكيف ترى ما يردده البعض عن أن المؤسسة العسكرية ستتأثر بوصول مرشح ذي خلفية عسكرية للسلطة؟
– نرفض التشكيك في المؤسسة العسكرية، لأن المشير السيسي خلع البدلة العسكرية وارتدى الزي المدني ليخوض الانتخابات كأي مسئول قرر أن يترشح، وعبارة «يسقط حكم العسكر» ستتلاشى من القاموس السياسي.
• هل تتغير علاقات مصر الدولية بوصول المشير إلى الحكم وتحديدا مع الولايات المتحدة وأوربا؟
– الأمور ستتحول إلى طبيعتها بالتدريج، ولا شك أن مواقف الدول العربية والخليجية تساهم في هذا، خاصة أن هذه الدول مواقفها مساندة لمصر، وخاصة الكويت والسعودية والإمارات، هي مواقف لا يمكن أن تنسى، وهي قوية وصادقة وحقيقية.