28يناير

سيادة رئيس مصر القادم هذه رسالتي إليك….

اجعل دستور مصر واقع يلمسه الشعب وليس مجرد كلمات لا تتجاوز شفتي من يقرأها ، فقد خرج الشعب للتصويت بالملايين من أجل أن يرى الحلم حقيقة ، وفى هذا الدستور رأى المواطن كرامته الإنسانية وحقوقه وحرياته .

اعمل على ترسيخ مكتسبات النضال الشعبي ، وأهمها التداول السلمي للسلطة ، اجعلها دولة حرية الرأي والفكر والتعبير، إجعلها دولة حرية تشكيل الأحزاب والنقابات والجمعيات وحرية الصحافة والإعلام وحرية تدول المعلومات، وذلك بالفعل وليست مجرد كلمات فى قوانين لا تطبق.

أرجو منك أن لا تستغني عن اى جهد ولا تهمل أي رأى ، فإجعل الكل يعملون دون استحواذ أو إقصاء ، اعمل على إنهاء الصراع بين أطياف المجتمع، اسعى للبناء مع الجميع وبالجميع، كن سيدى رئيسا لكل المصريين.
إجعل من الشباب قاعدة انطلاقك نحو الحكم الرشيد فبينهم نوابغ فى كافة المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية بل والسياسية أيضا ، وذلك بضخ دماء جديدة فى عروق حكومتك فمنهم من يصلح وزراء ومستشارين للحكومة ومحافظين ، فهم بحق أصحاب أفكار خلاقه وعقول مبدعه .

سيدي الرئيس..

مصر غنية بثروتها البشرية، وتقدمها مشروط بالاستثمار الجاد فى البشر وضمان الحياة الكريمة لهم.

كذلك يجب أن تلتزم بالإصلاح السياسي والإصلاح المؤسسي وسيادة القانون، فهم المدخل الأساسي للتنمية ،اعمل على البناء القوي لمؤسسات الدولة ، وعلى توسيع قاعدة المشاركة الشعبية فى اتخاذ القرار ، كرس لمبدأ محاسبة المسئولين باستخدام آليات الرقابة الشعبية ، واستقلال المؤسسات الرقابية ، واستحداث آليات جديدة لمحاربة الفساد عبر الإصلاح المؤسسي والتشريعي ، وتعميق قيم الشفافية وسيادة القانون .

سيادة الرئيس.. إعمل على أن تكون مصر دولة العلم والتعليم فلا يمكن لقاطرة التنمية أن تسير دون وقودها الأساسي ، فلابد من تطوير التعليم ليعمل على غرس القيم التي تجعل الشباب مشاركا فى التنمية متمتعا باستقلالية الفكر والقدرة على الابتكار والتفكير النقدي واحترام الوقت وإتقان العمل ، كما هو الحال بالنسبة للبحث العلمي المستقل ، فكلاهما يجب أن يرتبطا بالمشروع الوطني للتنمية ومتطلبات دولة الرفاهية.

عليك أن ترسي دولة العدل والمساواة ، دولة الأخلاق والقيم الإنسانية من أجل تفادي انهيار منظومة القيم وانتشار السلبيات وفوضى المجتمع وظهورثقافة الفساد والعنف والكراهية والطائفية ، مما يؤثر سلبا على برامج الإصلاح السياسي ، والاقتصادي ، والاجتماعي ، فان الاهتمام ببرامج الإصلاح القيمي والأخلاقي أمرا ضروريا لإمكانية تفعيل برامج الإصلاح المختلفة.

سيادة الرئيس.. احرص على استقلال القرار الوطني ، فان العلاقات بين الدول تقوم على أساس الندية ورعاية المصالح المشتركة والتعاون المتبادل وتبادل المنافع ، وذلك فى إطار من الاحترام والسيادة وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول. واليقين بأن العداء لايدوم ويمكن أن تتحسن علاقات دول بأخرى بعد جفاء وفتور.

سيادة الرئيس .. هذا بعض من كل أمالي فى سيادتكم ، وفقكم الله فى الخروج بمصر إلى بر الامان عبر قيادة حكيمة فى مرحلة فارقة من عمر الوطن….

محمد أنور السادات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.