16أكتوبر

نشرت وسائل الإعلام موضوعاً هاماً لا يجب أن يمر مرور الكرام ، قبل أن نضع معانيه وفحواه وكل ما يدور حوله من تساؤلات فى نصابها الصحيح ، ويتعلق الموضوع بالدعوة التى وجهت لعدد من مرشحى الرئاسة المحتملين وعلى رأسهم البرادعى ، موسى ، أبو الفتوح ، صباحى ، البسطويسى ، نور ، والعوا إلى جانب عدد من الشخصيات العامة والسياسية من بينهم الدكتور/ عصام شرف رئيس مجلس الوزراء ، وذلك لعقد مناظرة رئاسية فى الولايات المتحدة الأمريكية على هامش مؤتمر ” مصر الثورة.. الطريق إلى الديمقراطية والتنمية الإقتصادية ” المقرر عقده فى 23 أكتوبر الجارى فى واشنطن .

كان للقوى السياسية بعض التحفظات من منطلق الغيرة الوطنية ، وتمسكنا التام بأن الرئاسة المصرية ليست عن طريق البوابة الأمريكية ، فضلاعن تزايد الإهتمام الأمريكى بالشأن الداخلى المصرى بعد سقوط نظام مبارك ، وما نتج عنه من إزدياد لعزلة إسرائيل.

خرج القائمون على المؤتمر لينفوا ذلك المقصد ، ويوضحوا أن الدعوة تأتى لمناقشة حق تصويت المصريين بالخارج فى الإنتخابات ، وأنهم أرادوا الإطلاع على أفكار وبرامج مرشحى الرئاسة حتى يتمكنوا من الإختيار ، على أية حال إننا لسنا ضد المناظرة بل على العكس إنها مظهر إيجابى ومطلب حيوى يتعطش إليه الكثيرين ولكن على أرض مصرية ، ولم يحدث أن رأينا مرشحين أمريكيين قد عقدوا مناظرة فى بلد آخر فى جولاتهم الإنتخابية التى قاموا بها من قبل ..هذه واحدة.

أما الأخرى وهى حاجتنا نحن كمصريين لتلك المناظرة والتواصل المباشر وبلا إنقطاع مع هؤلاء المرشحين بعد تراكمات فرضها البعد والتعتيم الإعلامى والقمع ومنع الرأى الآخر من أن يعبر عن نفسه، إلى جانب حاجة الناخب المصرى لأن يتعرف على أفكار وبرامج مرشحيه ، فعلى مدى سنوات وهو يستمع لبيانات مكتوبة بأيدى متخصصين فى صياغة البيانات والبرامج الإنتخابية التى لا تكشف حقيقة صاحب البيان، ولا تضعنا على الجانب الآخر من شخصيته ، وما إذا كان يحمل فكراً نيراً ويملك برنامجاً وطنياً يستطيع أن ينفع الأمة المصرية.

لا يزال بعض المرشحين إلى الآن ومع كامل إحترامنا وتقديرنا للجميع يكتفون بإستنفاذ أرصدتهم الغير كافية من الشعبية ومحبة الناس والتى إكتسبوها غالباً من معارضتهم للحكومات وعلو صوتهم بالتنديد بما يتناغم مع نبض الشعب ، والبعض الأخر يركز على الأغلبية التائهة من المصريين والتى يسهل التغرير بها والضغط عليها بوسائل متعددة منها النفسى أو المالى أو الدينى ويمكن أن تستغل حاجتهم المعيشية وظروفهم الإجتماعية فى توجيه مساراتهم وأفكارهم.

نعود إلى الدعوة بشقيها سواء كانت للمناظرة وقد أبدينا بعض من أسباب تحفظاتنا ، أو بغرض ” التصويت ” وهو أمرطيب وحق لأبناء مصر شركاء الوطن الذين لا يقلون فى وطنيتهم عن أى من المصريين ، وأتمنى أن نرى المناظرات فى محافظات مصر بتلاحم جماهيرى وشعبى وفقاً لجدول زمنى محدد لتقديم حلول ومعالجة لمشاكلنا المزمنة ، بعد أن صار المصريون حيارى إلى الآن يريدون أن يعرفوا حقيقة كثيرين ممن يختبئوا وراء بدلة أنيقة وإبتسامة عريضة.

ونشرت ايضا فى
الوفد 18-10-2011
نهضة مصر بتاريخ 18-10-2011الجمهورية بتاريخ 21-10-2011

أنور عصمت السادات
رئيس حزب الإصلاح والتنمية
info@el-sadat.org

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.