28أغسطس
أنصاف رجال وأشباه رجال! كلمات وألفاظ وردت بخطاب الرئيس السوري بشار الأسد يوم 15 أغسطس الماضي اندرجت تحت تلك الكلمات قضايا كثيرة وانبرت أقلام كبار الكتاب تكتب وتحلل وتستنتج ما المقصود منها ؟ هل الاستهزاء والتهكم هو المقصود منها ؟ هل المقصود منها توجيه رسالة للدول العربية بأنهم لم يقدموا ما قدمته سوريا لقضية الصراع العربي الإسرائيلي ؟ . قد يكون علي حق فيما قاله !! .. ولكن حقه هو علينا ان نقول ايضا .. ما نشاء .. ليس دفاعا عن انفسنا ..فنحن .. اكبر من ان ندخل في حوارات ليس لها مردود …
ولكن نقول انه من حقه علينا ان نقول له كلمات .. تصف تلك الحالة التي هو عليها الان بعد تلك الخطبة .. الغير مفهومة .. و في توقيت غير مناسب ..

البحث عن دور وطني سوري وسط تلك الصراعات والحروب !!؟… هل تلك الكلمات هي ما نصف به وضع سوريا ؟؟

لا أظن .. فمازالت سوريا أحدي القوي الرئيسية في مواجهة العدو الصهيوني .. ورمز كفاح وتاريخ نضال طويل .. ولكن البطيء والتردد في اتخاذ مواقف معينة وتأخر إعلان المواقف يخلق تلك الحالة .. حالة عدم الاتزان السياسي لدولة مثل سوريا الان ..

التغيرات كثيرة وسريعة جدا ومتلاحقة ومتغيرة وحادة في التغير .. وتناول الأوضاع السياسية في سوريا يحتاج الي خبرات سياسية عالية جدا .. ( ليست بالتحالفات .. والاتفاقيات الثنائية ) .

وخبرة بشار الأسد مازالت -لا أقول قليلة – ولكن في الطور الأول لها في ممارسة الحكم .. .. وقد علق أحد الكتاب المصريين علي خطاب بشار الأسد .. بأنه ينظر تحت قدميه !! ..

و لا عيب في قلة الخبرة .. فلم يولد إنسان علي الأرض كامل الخبرة ومتكامل الأوصاف والصفات – الا محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ولد منزها .

اما نحن البشر .. فلنا سقطاتنا ولنا أهوائنا وأخطائنا .. وتلك هي الحياة ..
والجيل الجديد من الحكام العرب ..وبشار واحدا منهم .. لم يمروا بما مر به إبائهم من محن ومعارك أصقلتهم وزادتهم صلابة وحنكة .. و لكن للحق اقول انهم يحملون أحلام وآمال وطموحات تفوق ما كان يرجوه أبائهم أثناء قيادتهم لبلادهم …

وعندما يتغلب الطموح و تزداد الأماني علي الواقع المرير… تحدث الفجوة ويحدث الخطأ ..ويستغله أصحاب النفوس الضعيفة وينسوا كل شيء .. ينسوا التضامن العربي ووحدة الصف .. ووحدة المصير .. ويتبادلوا الانتقادات الحادة ! التي لن تقدم شيء للقضية العربية ..

الخطابة … حرفة العرب من قديم الازل .. يمارسونها في جميع الأوقات .. وكانت سابقا.. في العهود القديمة يفتح لها سوق . سوق عكاظ .. علي نمط أسواق المال والاقتصاد الان ..ولكن سوقا بلا أي مردود سوي التباهي بالأنساب والأعراق .!! وليس لها أي فائدة تذكر ..

والان في القرن الواحد والعشرون مازالت تلك العادة العربية القديمة من استحداث الألفاظ ورص الكلمات في أعمدة .. او وضعها في شكل نثر .. وإلقاء الخطب الرنانة عادة متأصلة يمارسها العرب .. في مواضع لم تعد تحتمل تلك الممارسات .. ونشر تلك الكلمات علي العالم .

نجح حزب الله في ان يظهر قوة علي الغطرسة الإسرائيلية .. نجح رغم قلة الإمكانيات وصعوبة توافر المعدات .. .. فهل نجاحه يعتبر مبررا للهجوم علي الآخرين .. الذين خافوا وأشفقوا عليه وتمنوا له النصر د ون ان يفتعلوا صخبا وهتافا !!

اتقوا الله في في أنفسكم وفي أقلامكم ..

أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.