بعد غرق عبارة السلام 98 وحوادث تصادم القطارات المتكررة .. هل ننتظر كارثة أخري في مترو الأنفاق ؟ بالطبع لا .. اعتادنا علي الإنشاءات الضخمة ذات الصفة القومية .. والتي تنشاها الدولة .. ولا يستطيع القطاع الخاص إقامتها لما لها من أسباب ترجع الي كبر حجم الإنفاق والدعم الذي تقوم به الدولة لهذه المنشات .. مثل أنشاء المطارات والطرق والكباري والصرف الصحي .. مشروعات توضع وترسم في خطط اقتصادية قومية علي مدار السنوات .. وتتم وتعمل وسط احتفالات ضخمة بسرعة الانجاز واحتفالات صاخبة في افتتاح محطة او مطار او طريق .. ويقوم رئيس الدولة ومعه رئيس الحكومة ووزراء وكبار رجال الدولة والرموز الوطنية بقص شريط الافتتاح إيذانا ببداية التشغيل او العمل …
مولد وينفض !!! وماذا بعدها ؟… تمر الأيام الأولي للتشغيل بفرح وفخر لهذا الانجاز الرائع .. ثم يحدث الاستخدام و الاستهلاك الطبيعي لمكونات هذا الصرح .. والمتعارف عليه والمعروف مسبقا من القائمين علي إنشاءه .. و لا يحرك أحد ساكنا !! لو ان هناك مصباح إضاءة ثمنه لا يتعدي الجنيه الواحد استهلاك وأصبح لا يعمل ويجب استبداله… لن يستبدل الا بخطة وميزانية ومشروع مناقصة .. !! وينطبق هذا علي معدات الأمان والتي تتسبب في ضياع الأرواح وتسبب الكوارث .. وينتظر الصرح العملاق سنوات وسنوات … وهو يعمل بقوة الدفع الذاتي متجاهلا الأعطال المتراكمة حتي تحدث الكارثة!! وبعدها نتكلم ونحكي قصص وندرس الأسباب والاعطاب والمشاكل الاجتماعية للعاملين بهذا المرفق ! ثم تصدر التعليمات ( الاستثنائية ) بمنح هذا المرفق مليار جنية لدعم وتطوير المعدات !!
وأصل هذا الدعم لو كان قد رصد مع بداية التشغيل قد لا يتعدي 5% من هذه القيمة الممنوحة بعد الكارثة ..
وانا لا أدعي ان هذا الوضع معمم علي كل المشروعات القومية الكبري .. ولكن في حالة كارثة التصادم بين قطارين بقليوب .. ظهرت تلك المشكلة .. مشكلة الدعم المادي والفني لمداومة التشغيل الآمن للسكك الحديدية المصرية وما يتطلبه من دراسات وجهد مستمر لتلافي حدوث تلك الحوادث …
ولم يبقي لنا شيء الان ولا مبررات ولا أعذار في ان نبدأ في إعادة صياغة منظومة الأمان لمترو الأنفاق
بالأسلوب العلمي والعالمي المتبع في الدول التي سبقتنا في تشغيل خطوط مترو الأنفاق ..
أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب المستقل