26سبتمبر

كل رجال الرئيس الان لم يعايشوا الماضي ولم يعاصروا التحولات السياسية التي مرت بها مصر وأثرت علي الحياة السياسية ومستقبلها … كل رجال الرئيس .. محركي السياسية من خلال الحزب الوطني الديمقراطي – اطلعوا علي التاريخ المصري السياسي من خلال الكتب ومن خلال القنوات الرئاسية المعلوماتية … كل رجال الحزب الديمقراطي الجديد في فكره ومستقبله.. لا يحملون ولاء ..ولا حب.. و لا انتماء.. ولا عواطف إنسانية تجعلهم يربطوا الماضي بالحاضر في نظرة ولمحة وفاء لمؤسس الحزب الأول وباعث الروح للحياة الديمقراطية المصرية منذ أكثر من 25 عاما مضت بطرحه فكرة المنابر .. ثم الأحزاب .. فالحزب الوطني الديمقراطي …
كل رجال الحزب الوطني الديمقراطي الجديد وفكره ومستقبله ..ينتظرون ويعدون الأيام حتي يتسلموا التركة السياسية وينفذوا أفكارهم ويضعوها موضع التنفيذ ..
كل رجال الرئيس .. كل رجال الحزب الوطني الديمقراطي لا يعرفون ان :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت … فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا .. هكذ قالها أمير الشعراء أحمد شوقي .

وأخلاق القرية كلمة قالها أنور السادات عندما نسي او تناسي من حوله الأصول والأعراف والتقاليد .. في أدب الحوار وعرض الموضوعات ..في زمن التحول السياسي والاقتصادي في نهاية السبعينات من القرن الماضي ..
والان … الحزب الوطني الديمقراطي المصري يعقد ومؤتمره السنوي الرابع .. !!!
هذا العنوان و تلك الكلمات تطرح سؤال هام ..هل هذا الحزب تم إنشاءه من أربعة سنوات فقط ؟ .. هل هذا الكيان العملاق الأوحد .. وصاحب كافة الامتيازات والسلطات- خلافا عن أي كيان سياسي آخر في مصر- عمره الآن أربعة سنوات فقط ..؟
هل هو الحزب الوطني ذو الفكر الجديد .. جديد ؟ و حديث ؟ برجاله ونسائه وشبابه .. وقد انهي أكثر من عشرين عاما من العمل الحزبي .؟؟ . منذ انشأ الزعيم الراحل أنور السادات هذا الحزب ..
أكثر من عشرون عاما مضت تم تجاهلها ووضعها في سلة مهملات التاريخ .. وغطي عليها وأسدل عليها ستائر النسيان تنكرا لها .. لانها كانت فاشلة ولم تجلب لمصر سوي مزيدا من الفقر والإحباط .. . كلمات كان لا بد لي ان قولها لانها تتزاحم مع خلجات القلب وفكر العقل في حال البلد .. كلما تكلمنا او استعرضنا الأحوال المصرية خلال حقبة من التاريخ .. حقبة وفترة تاريخية سوف يذكرها .. ولا بد له ان يذكرها .. فترة تهميش وتميع القضايا القومية والاقتصادية في مصر ..
عام مضي وعام مر علي إعادة انتخاب رئيس الجمهورية وبرنامجه الانتخابي .. الذي سخرت له طاقات الدولة كلها .. لإحياء نهضة مفقودة وبعث اقتصاد متهالك من مقبرة الفوضى .. وأتمنى ان ينجح .. فأي نجاح هو بالقطع نجاح لدرءا الفقر عن أسرة مصرية .. وفتح باب عمل لشاب مصري ..وليس المهم من هو باعث هذا الاقتصاد … فالتاريخ له تصنيفاته ومنطقه في الزعماء ..
365 يوما … مرت علي وعد الرئيس في برنامجه الانتخابي و تقوم الدولة بكافة إمكانيتها وامكانتها لرصد نجاح الحزب الوطني … ولم يتطرق أحد من القائمين علي متابعة نجاحات الحزب في توصيف فترة 7500 يوما مرت منذ إنشاء الحزب الوطني وحتي بداية تلك المرحلة الاخيرة .. مرحلة الفكر الجديد ..
ريادة مصر .. كانت في استباقها في الفكر والتجربة .. وكانت الدول العربية تستلهم من مصر فكرها وتجاربها السياسية والاقتصادية .. وتنقلها كما هي الي بلادها .. حبا في مصر .. وقناعة بأنها الأفضل ..والأجدر ان تطبق في بلاد عربية تجمعها لغة وعقيدة وأماني وأحلام واحدة … ماذا قدم الحزب الوطني خلال أكثر من عشرون عاما مضت .. أكثر من 7500 يوما أشرقت فيها الشمس علي تراب مصر .. أصبحنا تابعين وذيولا لأموال وثروات عربية .. ونحن نملك أضعاف أضعاف نلك الثروات .. علي الأرض التي تشرق عليها الشمس .. ولا نري تلك الثروات لضعف نظرنا !! وغلق عقولنا .. بأقوال الاستسلام التي يطلقها من لا عقل لهم ولا نظر .. !!
المصري فرعون .. في اصله .. فرعون في معيشته .. فرعون في سطوته .. يخشاه العالم كله .. أحفاد أحفاد رمسيس الثاني .. وأحفاد النبي يوسف .. بعدله وحكمته .. وهو قد يكون من الفراعنة العادلون المصريون
اين نحن من هذا .. ؟؟ في خمسة وعشرون عاما مضت .. رحل الشباب المصري للعمل بالدول العربية .. ورضي بالكفالة .. وفقد الأهلية .. بحثا عن عمل ومأوي ومستقبل .. ورضي بهذا .. اين كان الكيان السياسي المصري الذي يحمي الشباب من هذا .. أين كان الحزب الوطني الديمقراطي بخططه الطموحة للتشغيل والتوظيف وإقامة مشروعات عملاقة تستوعب هؤلاء الفراعنة الصغار .. وتستوعب معهم اشقائهم من الدول العربية .. يأخذون منهم الخبرة والصبر والجلد والقدرة علي انجاز المشروعات ؟؟
انني ادعوا الي الاصلاح الفوري قبل فوات الاوان ..و بداية الإصلاح .. هو الاعتراف .. الاعتراف بالخطأ في حق جيل كامل تم دفنه في هموم .. وحروب لا ناقة له فيها ولا جمل .. جيل ولد وتربي وعاش في ظل هذا الحزب … و بداية الإصلاح الاعتراف بالكيانات السياسية الاخري الموجودة علي الساحة المصرية .. دعوتهم للمشاركة الفعالة في وضع السياسة المستقبلية لمصر .. وليس بدعوة مشاركين من الدول العربية والأجنبية ..ليس لهم علاقة مباشرة بالعمل السياسي المصري والرؤيا المستقبلية لها .. هل المؤتمر يعقد بغرض الاستعراض .. ؟ واذا كان بغرض الاستعراض و إظهار القوة المهيمنة له علي باقي الأحزاب .. فهو في النهاية سيظهر ضعف وسقوطا لمبادئ المشاركة الفعالة وتكرارا لموضوع تعديل المادة 76 من
الدستور .. وموضوع القضاة …انني أنادي بالإصلاح الفوري لما قد يكون سقط سهوا !!
بداية الإصلاح … الاعتراف بالأخطاء … كل رجال الرئيس … كل رجال الحزب الوطني الديمقراطي الشباب منهم .. لابد ان يردوا الفضل لأصحابه .. ويعترفوا بالجميل . لمن سبقوهم في العمل السياسي .. ومن الأولي والأفضل رد الجميل لمؤسس الحزب الأول .. أنور السادات … ووضع اسمه في المكان اللائق علي أوراق الحزب ووضع صورته وفي قاعة الحزب الرئيسية عرفانا بالرموز الوطنية …
ومن بدايات الإصلاح وضع مبدأ .. المشاركة .. والاعتراف بالرأي الآخر.. تجنبا لفشل التعديل والإصلاح. عندما يكون التاريخ الوطني لدولة ما قد اتي عليها بالهوان والضعف والخزي والعار … فلا بد لها ان تنساه وتتنكر له .. وتطمسه وتخفيه .. اما نحن فلنا تاريخ نفخر به ونعتز به وقبل كل ذلك فهو تاريخ شهداء وأبطال .. اشاد به الغريب قبل القريب.. لحرب 73 وما قبلها وما بعدها … فهل حفظ كل رجال الحزب الوطني الديمقراطي تلك الذكري ؟
الأماني والأحلام التي عرضت في المؤتمر الرابع … هي أماني وأحلام كل عاقل وكل وطني مصري وكل رجال مصر .. ليتها تتحقق …ليت الأصول تعود … كل الرجال في مصر ينظرون وينتظرون .. المستقبل .

أنور عصمت السادات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.