26مايو

منحت جائزة نوبل للسيد محمد يونس – لنجاحه في مشروع النهضة الوطنية ببلده البنغال والمتمثل في الإقراض المتناهي الصغر للفقراء .. من خلال إنشاءه بنكا للفقراء …
والفقراء في كل أنحاء العالم متشابهون في كل شيء .. فهم في البنغال مثلهم مثل فقراء الهند ومصر .. ومعالجة الفقر كان هو الهم والمشكلة الأولي التي تواجه السياسيين علي أختلاف أيدلوجيتهم وعلي اختلاف أنماطهم السياسية .. ..
ولو ان الاقتصادي المصري الكبير / طلعت حرب كان علي قيد الحياة الآن ، لمنح جائزة نوبل .. بلا تردد وهو يستحق عشرات من الجوائز العالمية لما قدمه بفكره الفردي … والشخصي .. والذي لم يخضع لقوالب وأنماط وتعريفات واصطلاحات الاقتصاد النمطية والتي لا يعرفها الكثيرون الحاصلون علي درجات علمية عالية في الاقتصاد من كافة دول العالم .. ولم يقدموا شيئا لمصر في هذا المجال .
والجائزة في حد ذاتها هي اعتراف من المؤسسات العالمية ومن العالم أجمع بان هناك نجاحا في قتل الفقر في مكان ما علي الكرة الأرضية قام به شخص بمفردة او بمؤسسته ..
وتجارب مصر في قتل الفقر لم تنجح .. ولم يكتب لها الاستمرار والتقدم .. وبدايتها ( في العصر الحالي ) كان في عام 1980 حين انشأ الرئيس الراحل الزعيم / محمد أنور السادات.. بنكا بغرض الإقراض للمشروعات الصغيرة والفلاحين وصغار التجار، ليكون عونا لهم للتنمية والازدهار.. وهو بنك التنمية الوطني .. كان قيمة السهم في ذلك الوقت عشرة جنيهات ..وفي عام 2007 عرض السهم للبيع ب11 جنيها !!!( تقدير البنوك والمؤسسات الإماراتية التي عرضت الشراء.. )
نجاح مشروع بمجهود فردي ( بنك جرامين ) .. وفشل مشروع بمجهود دولة ( بنك التنمية الوطني !) والفقر واحد والمشكلة واحدة .!
والفشل والنجاح سمات أي مشروع .. ويمكننا تقبل حقائق الفشل لأي مشروع .. في حينه وليس علي مدي 27 عاما ..!! وسواء قبلنا او لم نقبل …. فهذا ما حدث .. وهو ما يدفعنا الي ان نتساءل عن الأسباب التي أدت الي ذلك .. علي الرغم من اننا لدينا منافذ متعددة للإقراض .. وعلي رأسها .. الصندوق الاجتماعي.. وبه جهاز تنمية المشروعات الصغيرة ..والذي كان من المفروض أن يكون واحدا من أسباب التقدم والنهضة الاقتصادية علي مستوي مصر كلها ولكنه .. وهذا اعتقادي الشخصي .. انه نجح فقط في إتاحة فرص وعدد من الوظائف في نفسه وفي الصندوق قبل ان يقرض او يسهم في مشروعات تنموية حقيقية .. !
الفكر المتجمد والقوانين الأزلية التي تحكم الاستثمار في الحكومة لن تقدم حلا.. والخوف المسيطر علي العاملين بتلك المؤسسات الحكومية ان يقدم أي مشروعات تسهم في النهضة .. سواء صغيرة او متناهية الصغر او تحت أي مسمي ..

أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب المستقل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.