18فبراير

دائما نتذكر الرموز السياسية الوطنية السياسية عند كل أزمة تمر بها مصر .. دائما نتذكر مواقف سياسية لهؤلاء الرموز عندما يضيق علينا الفهم او عندما نفتقد الوسيلة او الرؤيا السياسية لمواقف متغيرة .. نتذكرهم ونسترجع تصرفاتهم حيال أزمات ومشاكل مشابهة لما نحن فيه.. وهذا ما يحدث الان… النيش فى الأوراق القديمة و المذكرات والأحاديث.. و ننسى أنه خلال تلك الفترة ” 35 عاماً” ولد وتربي جيل جديد… بل جيلان من الشباب بأفكار أخري غير التي كانت سائدة في بداية سبعينات القرن الماضي .. تلك الأجيال لا تعرف عن الماضى إلا أسماء .. مثل أحمد عرابي ومصطفي كامل وجمال عبد الناصر و أنور السادات ..
هؤلاء الشباب لا يدركون ولا يستوعبون ما كان موجوداً في الحياة الاجتماعية والاقتصادية المصرية عام 1971 و 1972 من ان مصر كانت دولة محتلة من اسرائيل .. وان مؤشر الانتماء الوطني في هذا الوقت كان في ادني مستوي له وكان الإحباط والحزن يسيطر علي الشعب المصري .. وبعد حرب 1973 ارتفع مؤشر الانتماء الوطني الي مستوي عالي جدا .. لم يصل اليه منذ هذا الحين حتي الان .. وأصبح المستقبل مشرقاً في نظرة الشباب والمواطنين المصريين ..

بل ان الدول العربية في مجملها – وعلي رأسها مصر – ..في هذا الوقت كانت تعد القوة السادسة في التصنيف العالمي للدول القوية ..لأول مرة في التاريخ الحديث .. ولم تحدث مرة أخري حتي الآن تلك الصحوة .
فهل هناك عودة للصحوة مع ما حققه فريق كرة القدم الأخير ؟ و هل هناك شخصيات و رموز عربية قوية تستطيع ان تغير الواقع المفروض ؟ و تفرض وجود مصر و دول عرربية على الساحة العالمية ؟
واذا أردنا إنصافاً في رصد التاريخ ( الثلاثون عاماً الماضية ) لرصدنا أكبر جريمة حدثت … وهي فترة تعاقب وزراء التربية والتعليم علي الوزارة وإتباع سياسات تعليمية متناقضة وتطبيقها علي مستوي الدولة مما جعل العملية التعليمة تهبط الي مستويات لم نصل إليها في تاريخ مصر منذ ان عرفت مصر وأصبحت دولة ذات كيان .. والأخطر انها استمرت حتي الان في توابع تلك الجريمة من دروس خصوصية خرجت بالعملية التعليمية القومية من نطاق الحكومة الي نطاق أفراد يتحكمون فيها ويستولون علي الجزء الأكبر من
ميزانية الأسرة المصرية .. بل ويتحكمون في مصير عدد 17 مليون طالب في التعليم الأساسي .. هم وقود وذخيرة مصر وعدتها لبناء الغد وإصلاح ما أفسده الزمن وإنشاء دولة محترمة بين دول العالم المتحضر.

قلة الحيلة وقصور الفكر والنظرة الضيقة تجعل البعض يرجع ما نحن فيه الان الي امريكا أو الى الغرب و يعبق أخطائه على شماعة قلة الامكانيات .. وضيق ذات اليد .

أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب المستقل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.