أزمة رغيف الخبز التي يتحدث عنها كل المسئولين في مصر .. وكل الاقتصاديين – وبل وكل المفكرين .. أيضا… الجميع يدلون بدلوهم في بحيرة راكدة من مياه آسنة…!! وهي الاقتصاد المصري … الذي لا يتحرك إلي الأمام …
الاقتصاد المصري كمنظومة متكاملة …. لا تنحصر في رغيف الخبز .. ومشاكله … ولا في طريقة توزيعه … ولا في تسريب الدعم إلي فئات انتهازية … كل تلك مهاترات لن تفيد ولن تقدم ولن تؤخر في قضية التخلف الاقتصادي …
أليس من منظومة الاقتصاد المتكاملة … وجود أبحاث وتنبؤات بحركة الاقتصاد اليومية .. في القاهرة والمدن الكبيرة التي يقطنها أكثر من 20 مليونا من المصريين … يأكلون ويشربون ويعالجون ويتعلمون …. أليس هذا من مبادئ الاقتصاد ..
أليس من تكامل منظومة الاقتصاد وجود بيانات دقيقة يحللها المسئولون … قبل أن تستفحل المشاكل …
وعلي سبيل المثال … منذ أكثر 5 شهور تم رفع أسعار الدقيق الأبيض أكثر من ضعفيين في السعر … وارتفع سعر الزيت والأرز والمنتجات المصنعة من اللحوم ومن المسلي ومن الدقيق إلي أضاعف أضعاف السعر الذي كان سائدا لمدة طويلة نسبيا .. كل هذا ولم ترتفع المرتبات والأجور إلي أي نسبة حقيقية تسمح بالتغلب علي هذا الارتفاع …
تخيل أكثر من 20 مليونا من البشر في القاهرة والمدن المجاورة يتحركون كلهم نحو الأرخص ونحو رغيف الخبز المدعم .. الذي أصبح هو الملاذ الأخير للأسر المصرية لسد الجوع .. والبديل الرسمي لتلك الموجة المجنونة من ارتفاع الأسعار …
ما ذكرته هذا ليس سرا … وليس معضلة ولا هو موضوع غائب عن المسئولين وعن الوزراء وعن الاقتصاديين وعن الوزراء والمحافظين ؟؟؟ حتى انه وصل إلي رئيس الجمهورية ليعطي أوامره بفض هذا التسيب …
أين أجهزة الدولة المراقبة طوال الخمس أشهر الماضية من تلك الأزمة … أين تقارير الاقتصاد ؟؟ أين الإنذار المبكر الذي يضع القضية بكل أبعادها أمام المسئولين بلا تردد أو خوف ؟
أم أن هناك أسرارا ومكائد بين الأجهزة الحكومية والمسئولين تريد أن تحرجها وتضعها في ورطة أمام الشعب ؟.. أم أنها مقصودة من الدولة لإشغال الناس بمشاكل صعبة بعيدا عن السياسة وعن المشاكل القومية الكبرى .. أم أنها هدنة تضعها الدولة بينها وبين المفكرين والاقتصاديين حتى يكتبوا ويفكروا ويعصروا مخهم في قضايا الخبز .. ويبتعدوا عن أمور أخري لم يتم الكشف عنها بعد …
لحظة من فضلك .. إذا كان ما قلته به بعض الصحة ويحمل قدرا ضئيلا من الحقيقة ….فلابد من محاكمة المسئولين الذين تسببوا في تلك الأزمة المفتعلة ..
الأزمة مفتعلة .. وليست نقصا في الموارد … ولا ارتفاع الأسعار العالمية … ولا ندرة المعروض … لان ردود الفعل الناتجة عن تلك الأزمة تكلف الدولة مليارات من الجنيهات ممثلة في إضاعة وقت الشعب كله … وفي شغل الرأي العام بقضية كان يمكن حلها والتنبؤ بها بسهولة …نعم مليارات ضاعت علي الدولة نتيجة تلك الأزمة … ولو صرف جزء ضئيل جدا منها علي الدعم وعلي أبحاث الدعم وعلي أجهزة الرقابة وعلي أبحاث السوق …لما حدثت تلك الأزمة … أنها مفتعلة !!! بواسطة الحكومة أو أجهزة أخري سيادية !!!