16أبريل

لا خلاف على أننا كلنا مصريون وطنيون.. قلباً وقالباً.. فقراء أو أغنياء..
ولا خلاف علي أن الدين والعقيدة لم تكن أبداً سبباً مباشراً في تدهور الحالة الاقتصادية .. ولا شك الهم والمسئولية يحملهما كل مواطن حسب موقعه ومكانته ..
وبالتالي فإن الأزمة الاقتصادية .. عالمية المنشأ.. ومصرية الأرض .. مست كل المصريين.. وأوجعتهم .. وسبب لهم أزمات نفسية كبيرة .. لم يكونوا يعرفونها طوال السنوات العشر الماضية … علي الأقل .. وفي كل دول العالم التى سبقتنا فى إعلاء شأن حقوق الإنسان وتفعيل الديمقراطية والالتزام بمبادئها .. والمشاركة السياسية الايجابية .. لا تسمح بحدوث تلك السقطة وتقاوم كل تعد علي الحقوق الإنسانية .. مهما كانت .. ومهما كان شأنها .. صغيرة أوكبيرة ..
ونحن لدينا كل أشكال وأوجه ووسائل ممارسة السياسة كما هي في أي دولة عظمي .. لدينا مؤسسات نيابية .. مجلس الشعب ومجلس الشورى .. ولدينا أحزاب .. ولدينا مؤسسات حقوقية .. ولدينا كيانات سياسية كثيرة تحت مسميات مختلفة .
والمشكلة اننا ننسى أو نتناسى اننا نملك كل شئ .. في بلدنا ..والملكية ليست حكراً على فئة بعينها .. ولا هى ملك حزب بعينه .. كالحزب الوطني .ز مثلا كحزب الأغلبية .. بل هي ملكية شعبية .. ملكية اتخاذ وتفعيل القرارات الشعبية ..
كل تلك الاشكاليات يعرفها من درس ولو قدراً ضئيلاً من الاقتصاد أو السياسة .. أو حتى من أكمل دراسته الثانوية .. ولدينا في مصر اكثر من 17 مليون شاب في مراحل التعليم المختلفة .. وبالتالى لدينا ما لا يقل عن 40 مليون مواطن .. يفهمون ما يقرأون … ويدركون ما يسمعون وما يشاهدون …
والمقارنة بين مصر ودول العالم أصبحت متاحة في شكل نشرات الأخبار .. والمؤتمرات والحوارات والتقارير والدراسات المتخصصة .. وقبل كل شئ من الفراد أنفسهم حين سفرهم خارج مصر .. وتلك الحقيقة اظهرت لنا رأي آخر .. ورأي معارض .. ورأي موافق .. ورأي سلبى .. وكلها آراء تستحق ان نقف امامها ونحترمها .. حتي السلبي منها ! لاننا امام انسان مصرى يعانى من عقد تاريخية وجروح من الماضى وشك في كل شئ .. شك في كل ما يقال .. خاصة إذا كان من المسئولين ليبروا فيه فشلهم او اخطاءهم ..
تلك مقدمة لما أود أن اتكلم فيه .. وهو الأزمة الاقتصادية الطاحنة .. التي يمر بها العالم ..وبالطبع مصر فى المقدمة .. وهي من أكثر الدول التي تعاني من هذا الفقر …
عام 1935 كان الكساد العالمي يطغي علي الاقتصاد .. وعاني العالم من أكبر أزمة اقتصادية .. ومصر كانت واحدة من الودل التي ظهر بها هذا .. حتى ان الاسعار وصلت في هذا الوقت لارقام كبيرة جدا . خاصة مواد الغذاء .. وبعدها كانت الحرب العالمية الثانية .. اخر الحروب العالمية .. هل نحن الآن علي اعتاب حرب عالمية ثالثة .. حرب الغذاء .. وهل بعد الغذاء والماء مشكلة يمكن أن تقوم من أجلها الحروب اكثر من هذا ؟؟؟؟
ودائماً السياسة والاقتصاد متلازمان .. وكلمتان ملتصقتان .. ففي الساسة تكون القرارات السياسية التى ترفع من شأن دولة .. وقرارات تضع الدولة في أسفل السافلين … مجرد كلمات وقرارات سيادية ترفع دولة وشعبها أو تطيح بأمة ..!! هكذا عرفنا السياسة .. وأدركنا أنها ليست جاهاً ووجاهة وياقات بيضاء وحفلات كوكتيل … وسفارات بالخارج تنعم بالحصانة الدبلوماسية .
ولهذا فإن الأحزاب في أي دولة تسعي لوضع افضل البرامج لها لتكون شعاراً يجذب الناس الى الحزب لينضموا .. ويعلنوا موافقتهم لهذا البرنامج التنموى .. الذى يرفع نت اقتصاديات الدولة .. ولم تكن العقائد الدينية – تاريخياً – مفتاحاً لتقدم الدول اقتصادياً .. بل العكس تماماً .. خلط الدين والعقيدة في أمور تحتمل التغير السريع في المبادئ لا تصلح ان تكون واجهة سياسية للدولة .. ولم يخطئ السادات حين قال : ” لا سياسة فى الدين ولا دين فى السياسة ” تلك المقولة التي قلبت الكثيرين عليه .. وبعد أكثر من 30 عاماً اكتشفناً انها صحيحة .. مصر بأحزابها الـ 24 حزباً يجب ان تكون أكثر ايجابية من هذا الوضع .

أنور عصمت السادات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.