31يوليو

سعدت كثيراً بقرار الرجل الفاضل الفريق، أحمد فاضل في منع أي سفينة تعبر قناة السويس، إذا لم تتوافر فيها شروط الأمن والسلامة والصحة، لكون حق مصر كاملاً وغير منقوص في هذا الشأن، فيكون بذلك قد حافظ علي السلامة والكرامة معاً!

ربما هذا القرار الغيور علي سلامة البشر قد يلهب حماس المسؤولين في قطاع النقل البحري، لينهجوا نفس الطريق درءا للكوارث التي تقع بفعل الضمير اللا إنساني، ورغم السعادة فمازال الألم والحزن قابعين في الأعماق راسخين في الوجدان معتصرين كل القلوب مزلزلاً للكيان من أجل ضحايا غرق العبارة «السلام ٩٨» والذي كان معظمهم من المصريين والذين صارعوا الموت البطيء لساعات طويلة..

أهالي الضحايا يولولون والشعب كله يتحسر!! والجثث ما بين غريق ومفقود، وتوالت الوقائع والأحداث.. المتهمون مسافرون حتي قبل أن تقام الجنازات للغارقين، وأهالي الضحايا مستجيرون والناس مذهولون.. يتابعون غير مصدقين ماحدث.. إذا كان حقاً أم إنهم واهمون.. إن الأغرب من الخيال أن يطالب دفاع المتهمين بعدم اختصاص قضائنا العادل الأمين الذي حسم الاختصاص لنا وليس للخارج.

إن القضاء يأخذ بالأدلة والبراهين والمستندات المقدمة من كلا المدافعين ـ وهذا هو الدستور ـ فهنيئاً لدفاع المتهمين الذي زاول مهنته بحرفية، واستند علي إهمال القائمين والمسؤولين، وعذراً لرجال النيابة الصادقين الذين أحسنوا عملهم وطلبوا أقصي العقوبة للمفسدين في الأرض والمستهينين بأراوح الغلابة ولم تأخذهم شفقة.. ولكن صبرا آل ياسر.. فالحق يري ويسمع، فويل للظالمين، وحسبنا وحسب أهالي الضحايا الله ونعم الوكيل.

أنور عصمت السادات
عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.