أثبتت تجربة شباب ٦ أبريل التي يمر عليها اليوم خمسة شهور، أن الشباب قادر علي الإصلاح والتغيير!! مقتنعون بحقهم في التعبير، مع أنهم لا يملكون مقار، أو جريدة، أو مؤسسات، ولكنهم عبروا بصدق عن جماعة جديدة هدفها الوحيد هو «البقاء علي أرض هذا الوطن»، فرفضوا الرحيل رغم ما يتعرضون له من قمع منذ بداية الطريق!
لم يدرك أصحاب شعار الفكر الجديد بلجنة السياسات، أنه قد يأتي اليوم الذي يعبر فيه الشباب عما بداخله، من قهر وظلم ناتجين عن الفساد.. وكان هذا يوم ٦ أبريل، حيث تحرك شباب الـ«فيس بوك» والمدونات، ونتيجة هذه التحركات شعر الحزب الوطني أن هناك طاقة كبيرة عند جموع الشباب، نتيجة المشاكل التي يعاني منها، وجاء رد الفعل غريباً ومحيراً! فأعلن نيته إنشاء منظمة شباب ـ مستقلة ظاهرياً ـ متواجدة في الجامعات والأندية ومراكز الشباب، بحيث تصبح قوة ـ تمتص شباب المعارضة ـ خاضعة لسيطرة الحزب الوطني لينفرد بالساحة.
«كيان شبه حكومي»، كان لنا تجربة سابقة معه «منظمة الشباب الاشتراكي»، كانت تجربة نتج عنها نوع من التقلب الاجتماعي والسياسي لدي الشباب، بسبب استغلالهم كأداة في يد النظام، بحيث يتم تجنيد البعض منهم ضد الآخرين، وكانت مرحلة لا يمكن وصفها سوي بالتراجع، الذي تصاعدت معه مظاهر اليأس، وفقدان الثقة بالعمل السياسي.. لماذا إذن نفكر في إعادة التجربة من جديد، رغم أننا عشناها سابقاً، وحصدنا النتائج؟! وما الفرق بين الماضي والحاضر سوي رفع شعار (فكر جديد)؟!
حكومتنا الرشيدة وحزبنا الأوحد.. آن الأوان أن تعوا أن الشباب له رؤيته المتميزة، وأدواته الخاصة لتحقيق أهدافه، وأن أي محاولات لإقصائه أو استقطابه لن تفيد، و(منظمة شباب الحزب الوطني) لن تكون السبيل الوحيد للتغيير..
فلتعلموا أنه كلما رفعتم شعار فكر جديد، فسيعمل الآخرون تحت شعار (فكر جديد جدا).. أفلا تعقلون؟!!
أنور عصمت السادات