اشتقت لعلمه و صوته و كلماته …. اشتقت لمن علمني التأمل و التفكر …..من أعطي الكثير و لم يأخذ حتى القليل…. من أبحر بنا في معاني العلم و الإيمان…. من علمنا التفسير المنطقي للظواهر الخارقة للطبيعة…. اشتقت للمفكر والعالم والطبيب الدكتور مصطفي محمود.
غاب عنا و أدارت وسائل الإعلام له ظهرها ولم نعد نسأل عن أحواله مع أنه قدم لنا الكثير طوال عشرات السنين، من خلال كتبه ، وبرنامجه “العلم والإيمان”.
لقد توارى الدكتور مصطفي محمود عن الأنظار، و آثر الابتعاد عن الحياة الاجتماعية لأنه رفض استيعاب ما يحدث بعالم لا يفهم الأذكياء، و لكني افتقده بشدة في هذه الأيام العجاف و أنا أري الكوارث تنتشر و ابكي بكل مرارة و نحن ننتقل من السيئ إلي الأسوأ.
افتقده و نحن نبحث عن التفسير العلمي للكوارث “غير الطبيعية” التي انتشرت في الآفاق انتشار النار في الهشيم، وهي ليست فيضانات أو زلازل أو براكين بل هي كوارث أكثر قسوة و لا تعرف الرحمة…. حصدت أرواح الآلاف من المصريين، و قد وقفنا أمامها عاجزين لا نملك إلا الدعاء إلي الله أن يخفف عن الجميع. و قد سيطرت علينا حالة من الإحباط لأننا لم نرحم من غرق و من احترق و من دفن حيا…. و لا يعقل أن نتهم الطبيعة التي كانت ارحم علي هؤلاء من بني البشر، الذين ظلموهم أحياء و لم يرحموهم أمواتاً. اعلم أن الأسباب تتعدد و الموت واحد و لكن لابد من وجود فاعل و رغم تعدد الكوارث التي ألمت بنا مؤخرا، ظل الفاعل مجهول.
هل يملك أحدكم التفسير و يمنحني الإجابة عن السؤال الذي يؤرقني ، هل نحن شعب مظلوم أم شعب ظالم؟ هل نحن شعب مظلوم لأننا نعرف الفاعل و لا نملك محاسبته أم نحن شعب ظالم لأننا نعرف الفاعل و نغض الطرف عنه.