أكدت مرارا و عن يقين على ضرورة منح شباب مصر مساحة مناسبة من الحرية لممارسة حقوقهم الدستورية و المشاركة الايجابية في الحياة العامة سياسيا و فكريا و ابداعيا و فتح السبيل أمامهم لادراك دورهم بوعى سلوكى و أخلاقى منضبط من خلال تصحيح المفاهيم الخاطئة و على وجه الخصوص مفهوم الحرية الشخصية الذي لا يجب أن يتجاهل حرية الآخر و كامل حقوقه فى مبادئه و أختياراته و ميوله و اتجاهاته طالما كانت مشروعة و لا تتعدى على حرية الآخرين .
ان ذلك يمثل اشارة واضحة للتوجه بالحماية لشبابنا من خطر الوقوع فريسة الفراغ و من ثم التخبط الذي يزين لهم أدوار البطولة على مسرح النسيان الذى شيده المسئولين فأدى الي استهتارهم بقيم المجتمع و التعدى على الحرمات و الحريات بأسلوب فج لما وجدوا أنفسهم ظلال بلا شخوص فتجمدت أواصرهم و تكبلت بداخلهم روح الانسانية و الشهامة و سكنت ضمائرهم تبعا لسكون ضمير المجتمع من حولهم و عدم النظر بقناعة صادقة لضرورة مشاركتهم في ابداء الرأى و حل قضايا المجتمع خاصة تحت وطأة ظروف الكساد و الغلاء و نسبة البطالة المرتفعة بشقيها الظاهرى العام و المقنعة و التى هى محور مشاكل شبابنا فنجد بعض منهم أصبح جناه من خلال جرائم ” التحرش الجنسى ” رغم أنهم جميعا مجنى عليهم.
إن ما حدث مؤخرا في منطقة المهندسين كان نتيجة تعبير مجموعة من شباب المناطق الشعبية عن فرحتهم بأيام العيد … فلنا أن نتخيل اذا عبر هؤلاء الشباب في نفس المنطقة عن غضبهم نتيجة الظروف القاسية عليهم و عوزهم المادى ؟! و ماذا أكبر من التحرش الجنسي و انهيار قيم المجتمع .
يتوجب علينا الآن أن نبدأ فورا بتلافى تلك السلبية سواء كانت تصرف فردى أم كانت ظاهرة بأن يقوم المشرع عند مناقشة مشروع القانون الجديد بتغليظ العقوبة على أن تدرج عبارة ” التحرش الجنسى ” صراحة بنص المواد و عدم تخفيف العقوبة تحت أى ظرف .
و على الرغم من المناظرات الاعلامية بين فريق ” سى السيد ” الذي يلقى المسئولية على عاتق الفتيات لاسلوب تربية بعض الاسر لهم مع الحرية الزائدة – و لهم فى ذلك سند أخلاقى و رفضهم لتبرج السيدات و بين منظمات حقوق المرأة حيث أجمعوا على مبدأ عدم التعرض و التعدى على حرية الفتيات لأى مبرر كان و حملوا الشباب مسئولية ” التحرش ” كاملة مستندين على الفكر الديني ” غض البصر ” كما يؤكدوا أن الأمر أصبح ظاهرة بينما خالفهم الرأى علماء المركز القومى للبحوث الأجتماعية و الجنائية بأنها حالات فردية … من جانبى لست مع أو ضد هذا الفريق أو ذاك لأن الأختلاف خلاق لايجاد الحلول و لو ان الأمر يحتاج الي دراسة متأنية لنصل الي نتائج ايجابية .
أحييى المواطنة / نهى رشدى علي شجاعتها و تحطيم حاجز الخوف و المطالبة علنيا بالقصاص العادل رغم عادات الأسر المصرية و تقاليدها بعدم السماح للفتيات بالبوح لما يتعرضون له من تحرش أو الألتجاء للجهات المسئولة لكون ذلك يمثل فضيحة تعيب الفتاة و أسرتها … نهى أنارت الطريق للمسئولين للبحث عن الأسباب – و التى هى لا تخفى على أحد – لوضع الحلول الجذرية انقاذا لشبابنا من الضياع.
عضو المجلس المصري للشئون الخارجية