تأملت العلم المصري الذي يزينه نسر شامخ يقف مبجلا رافعا رأسه في فضاء ابيض واسع لا ينحني مع مرور السنين و لا ينكسر مع ما نتعرض له من انتكاسات أفقدتنا الكثير و الكثير، و قد يعتقد البعض أن النسر المصري لم يعد كما كان في الماضي و أن اللون الأبيض الذي يحيطه أصبحت تشوبه بعض الشوائب. و يظل هذا الاعتقاد يسيطر علي أذهان من يتأمل وجه المواطن المصري حيث تاهت ملامحه وسط الهموم، و انحني ظهره نتيجة للأعباء التي يحملها علي عاتقه.
قد يكون هذا هو حال الدنيا و لكن من حق المواطن أن يعيش كريماً، و أن يتمتع بكرامته التي وهبها الله له لحظة ميلاده ، و منذ هذه اللحظة أصبحت حق أصيل له يتمتع بها مادام حياً و لا يملك ان يتنازل عنها بإرادته. و لكن هناك عدة محاولات لانتزاع هذه الكرامة بالقوة…. محاولات يقوم بها جهاز خاص لانتزاع كرامة الشعب و إذلاله حيا و ميتا و هذه المحاولات لا نجد لها مسمي سوي “ حملة إذلال الشعب”.
هذه الحملة كانت واضحة و محددة في أهدافها و شعاراتها و برامجها لنظل ننتقل من دوامة الفقر إلي دوامة التعليم إلي دوامة الفساد الذي يحرسه القانون إلي أزمة المرور إلي غياب الرعاية الصحية وغيرها الكثير و الكثير. و كل واحدة من هذه الأزمات قادرة علي ارتكاب جرما لا يغتفر حيث تنتزع كرامة المواطن بالقوة و للأسف لا يمكن محاسبتها أو معاقبتها علي ارتكاب هذا الجرم.
قد تكون هذه الحملة مجرد خيال و ليس لها وجود و لكن للأسف اجتمعت الظروف جميعا لتجعل من الخيال واقعاً لا يقبل الشك. و هذه الظروف لم تضع أمامنا الآن سوي الحزب الوطني . و بمناسبة انعقاد مؤتمر الحزب الوطني و هي مناسبة لا نشهدها سوي كل عام ادعوهم للتصدي”لحملة إذلال الشعب”، و نستبدل جهاز إذلال الشعب بجهاز لرد كرامة الشعب يرفع شعار النسر عاليا يحيطه اللون الأبيض النقي الذي لم يتلوث بعد.