27نوفمبر

ماذا نتوقع لأمة سادت فيها قيمُ العدل والمساواة، و ماذا نتوقع لأمة ساد فيها العنف و الظلم و الفوضى؟

لم تكن الإحداث التي مررنا بها في الأيام السابقة سوي حصاد لما زرعناه داخل المجتمع . و أصبح من الطبيعي أن نري حامي القوم هو قاتلها و معلم القوم هو مفسدها. و في وسط هذا الزحام فقدنا شئ ثمين ….بل هو أثمن الأشياء، لقد فقدنا الأخلاق و فقدنا معها كل شئ .

كاد المعلم ان يكون رسولا!!! هذه الجملة سمعناها كثيرا و رغم أننا نرددها علي أبناءنا الا أنهم بالطبع يخفون بداخلهم سؤال ساخر و هو كيف يكون المعلم رسولا و هو غير قادر علي تجاوز اختبارات الكادر؟ و يقتل و يشوه التلاميذ ليؤدبهم؟.

و كيف اطلب من أبنائي اللجوء للشرطة حين يشعرون بأي خطر، فهم يعلمون جيدا أن ضابط الشرطة المنوط به حماية المواطن يشهر السلاح في وجهه و يستبيح قتله لأتفه الأسباب!!.
أشفق علي أبناء هذا الجيل و ايضاً أشفق علينا نحن الآباء .. لذلك سأذكر أبنائي دائما بأنه من منا بلا خطايا او عيوب… و أي المهن ليس بها أخطاء، و لكن يظل المرء بالأخلاق يسمو ذكره.. و الشريف إذا تَقَوَّى تواضع والوضيع إذا تَقَوَّى تكبر… فالتاجر الجشع و الضابط المتجبر و المعلم الفاسد فقدوا كل شئ في لحظة غضب و لن يبقي لهم سوي عذاب الضمير.

أنور عصمت السادات
عضو المجلس المصري للشئون الخارجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.