»نستطيع أن نتفق كيف نختلف« مقولة شعبية تشكل ثقافة الشعوب الأجنبية المتحضرة. فالمتابع للمناظرات التي حدثت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بين أوباما وماكين يجد فروقاً جسيمة عند مشاهدته لجلسة من جلسات مجلس الشعب المصري التي يعلوها الصراخ وتراشق الألفاظ وسداد الضربات.
وللأسف جميع الشعوب العربية تفتقد سياسة الحوار وكيفية جعل الحوار أكثر موضوعية حتي وإن كنا مختلفين.. نحن نختلف مع أنفسنا وخير شاهد علي ذلك ما تثمره اجتماعات جامعة الدول العربية والتي لا تنجز شيئاً سوي الخلاف دون وجود حلول جذرية لقضايانا العربية. نحن قوم لا يفقه فن الاستماع لبعضنا البعض ولا نطيق أن ينتظر كل منا دوره للدفاع عن قضيته بحرفية وإقناع الآخر.
اتفقنا علي ألا نتفق كان هذا هو الاتفاق الضمني بين أعضاء مجلس الشعب سواء كانوا المنتمين للحزب الوطني أو نواب المعارضة والمستقلين، فما يأتي من الحزب الوطني دائماً محل شك وريبة وما يأتي من نواب المعارضة أو المستقلين يكون مرفوضاً بشكل مسبق، فلم تجد مشروعات الحزب الوطني أي دعم سياسي من القوي السياسية المعارضة لسياساته، كما افتقد الحزب دعم الشعب لتلك السياسات، وأيضاً لم تجد المشروعات التي تقدمت بها المعارضة أي قبول من قبل الحكومة.
وكانت النتائج هي معارك بين نواب الوطني ونواب المعارضة والجميع في النهاية خاسرون. إذا لم نجد من شدة اختلافنا ما نتفق عليه فليكن ما يجمعنا هو حب الوطن.