23ديسمبر

»‬نستطيع أن نتفق كيف نختلف‮« ‬مقولة شعبية تشكل ثقافة الشعوب الأجنبية المتحضرة‮. ‬فالمتابع للمناظرات التي حدثت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بين أوباما وماكين يجد فروقاً‮ ‬جسيمة عند مشاهدته لجلسة من جلسات مجلس الشعب المصري التي يعلوها الصراخ وتراشق الألفاظ وسداد الضربات‮.‬

وللأسف جميع الشعوب العربية تفتقد سياسة الحوار وكيفية جعل الحوار أكثر موضوعية حتي وإن كنا مختلفين‮.. ‬نحن نختلف مع أنفسنا وخير شاهد علي ذلك ما تثمره اجتماعات جامعة الدول العربية والتي لا تنجز شيئاً‮ ‬سوي الخلاف دون وجود حلول جذرية لقضايانا العربية‮. ‬نحن قوم لا يفقه فن الاستماع لبعضنا البعض ولا نطيق أن ينتظر كل منا دوره للدفاع عن قضيته بحرفية وإقناع الآخر‮.‬

اتفقنا علي ألا نتفق كان هذا هو الاتفاق الضمني بين أعضاء مجلس الشعب سواء كانوا المنتمين للحزب الوطني أو نواب المعارضة والمستقلين،‮ ‬فما يأتي من الحزب الوطني دائماً‮ ‬محل شك وريبة وما يأتي من نواب المعارضة أو المستقلين يكون مرفوضاً‮ ‬بشكل مسبق،‮ ‬فلم تجد مشروعات الحزب الوطني أي دعم سياسي من القوي السياسية المعارضة لسياساته،‮ ‬كما افتقد الحزب دعم الشعب لتلك السياسات،‮ ‬وأيضاً‮ ‬لم تجد المشروعات التي تقدمت بها المعارضة أي قبول من قبل الحكومة‮. ‬

وكانت النتائج هي معارك بين نواب الوطني ونواب المعارضة والجميع في النهاية خاسرون‮.‬ إذا لم نجد من شدة اختلافنا ما نتفق عليه فليكن ما يجمعنا هو حب الوطن‮.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.