باتت زيارة جمال مبارك رئيس لجنة السياسات بالحزب الوطني إلي قري الصعيد هي الفرصة المناسبة لنرحب و نشيد بأي زيارة ينتج عنها الخير لأهلنا في مدن الصعيد أو الوجه البحري سواء كانت من مسئول سياسي أو حزبي … حيث تدفع تلك الزيارات بعمليات التنمية و الإصلاح في هذه الأماكن. و لكن ما نخشاه أن تكون هذه الزيارات مجرد تظاهرات شعبية المقصود بها دعاية انتخابية و اعداد الشعب لتقبل فكرة التوريث.
و بالرغم من مطالبة جمال مبارك المواطنين ” بمحاسبة الحكومة ” و هو مطلب ينم عن الشفافية إلا أنه جاء مستفزا للمواطنين في ظل سيطرة الحزب الحاكم علي مراقبة الأداء الحكومي و دعمه لمشروع بيع ملكية الدولة بصكوك للأفراد ..لا نريد أن تكون نتيجة تلك الزيارات مجرد خلق حالة من الشلل في الأماكن التي يتم فيها الزيارة و كل الطرق المؤدية إليها نتيجة وجود مواكب و تضييق علي حركة و مصالح الناس و حالة من الاستنفار الأمني الكبير … و ليكن الهدف هو إصلاح حال العباد و البلاد في ظل الظروف و الأوضاع المتردية و التي تشهد تراجع في كل شئ و أعتراف جمال مبارك ذاته بصعوبة الأيام القادمة.
نطالب بنفس الفرص المتساوية في الزيارات لباقي الأحزاب الجادة للتلاحم مع الجماهير… فالحزب الوطني لا يمثل كل الشعب كما انه لم يستطع علي مدى السنين الماضية أن يمتص غضب الناس و حل مشاكلهم .
لن نفترض سوء النية في الزيارة و ليتركوا مواكبهم الوثيرة و ينصتوا لأصوات الشعب الحقيقية لعلهم يتعظوا !