25يناير

رأيت رؤية المستقبل عندما قرأت عما حدث في غينيا منذ أسابيع قليلة، فبعد ساعات من إعلان وفاة الرئيس الغيني لانسانا كونتي عن عمر يناهز 74 عاما…..بعد حكم دام 24 عام…..و نتيجة لعجز مؤسسات الدولة عن إدارة الأزمة أعلن الجيش الغيني حل البرلمان والحكومة وتعطيل العمل بالدستور في احدث انقلاب عسكري بغية إصلاح الأوضاع.
كان ذلك بمثابة تحذير شديد اللهجة لروبرت موجابي رئيس زيمبابوي و رؤساء الدول الإفريقية الاخري التي تتبع سياسية ” الملكية الأبدية للدولة و الشعب” . فما حدث في غينيا قد يحدث في دول آخري تنتمي للقارة السمراء و تتشابه معها في نفس الأوضاع….. و حان الوقت لكي نتعظ خوفا من أن نلقي نفس المصير.

واخطر ما ينذر بهذا المصير تقييد الحريات و حملات اعتقال المعارضة و نفيها…..بالإضافة إلي الشعور الذي ينتاب هذه الحكومات بأن ” الدولة ملكي…و الشعب شعبي” لن ينافسني احد علي هذا الملك و لن ينتزع هذا الشعب….. هنا يجب أن ننظر نظرة موضوعية للمستقبل و نسأل أنفسنا هل ستستفيد الحكومات من إسكات المعارضة ؟ و هل قانون الطوارئ سيضمن حالة الاستقرار في المستقبل؟ ام أننا أصبحنا نواجه المجهول و نخطو خطوات عشوائية ننظر تحت إقدامنا دون أن نحسب النتائج و لا نضع في حساباتنا انه حين تموت المعارضة ينشط الأنقلابيون و يحولون الدولة إلي ثكنات عسكرية و هذا بالضبط ما حدث في دولة مثل غينيا.
و إذا كان الوضع في أفريقيا ينذر بالخطر ، فهناك نماذج آخري للحكم قدمتها لنا القارة الآسيوية توحي بالأمل و تجعلنا نشعر أن التغيير قد يحدث تدريجيا النموذج الأول شهدته جزر المالديف حيث فاز السجين السياسي محمد ناشد في أول انتخابات رئاسية ديمقراطية تشهدها الدولة ، ليزيح بذلك الرئيس مأمون عبد القيوم الذي حكم البلاد لأكثر من 30 عاما. واعترف عبد القيوم الذي قضى أطول فترة في الحكم في قارة آسيا بهزيمته أمام ناشد الذي تعرض للسجن بسبب جهوده من أجل إحلال الديمقراطية.

و النموذج الثاني في تايلاند حيث أعلنت المحكمة الدستورية التايلندية حل الحزب الحاكم ومنع رئيس الوزراء من ممارسة العمل السياسي لمدة خمس سنوات بتهم تتعلق بتزوير الانتخابات.

و ها أنا أري المستقبل في مصر التي تنتمي إلي القارة الإفريقية إلا أنها تضع احدي قدميها في القارة الآسيوية…….. و هذا الموقع الذي انعم الله به علي مصر جعلها بين مطرقة أفريقيا و سندان آسيا، وإذا كان النموذج الأفريقي يمثل مستقبلا مظلم حيث أدت السياسات الفاشلة إلي تدمير البلاد……. فان النموذج الآسيوي أصبح هو ما ننشده و نتمناه و لكي نسعى إليه لابد أن نعمل بإخلاص و سوف نحصد النتائج بإذن الله و مهما طال الزمن فان غداً لناظره لقريب.

أنور عصمت السادات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.