08مارس

ناقش “منتدى التشريع بالمشاركة” الذي ينظمه مركز القاهرة للتعليم المدني برعاية منظمة كونراد ايدنهاور بالتعاون مع حزب الاصلاح والتنمية على مدى يومين قانون نقل وزراعة الاعضاء الجديد والذي تستعد لجنة الصحة بمجلس الشعب لمناقشته خلال شهر مارس الجاري , واستعرض المنتدى خلال ورشة العمل كافة الاراء حول مشروع القانون الذي أحدث جدلا ً كبيرا ً وعرض على مجلس الشعب أكثر من مرة سابقة ولم يتم اقراره لأكثر من سبب لعل أهمها على الاطلاق الخلاف القائم بين الأطباء وبعض رجال الدين حول موت جذع المخ والتخوف من تحول نقل وزراعة الاعضاء الى تجارة .

وبدأت المناقشات بحديث الدكتور مرتجى نجم المسئول عن المستشفيات الحكومية والدكتور محمد هلال مدير عام مستشفى الساحل عن دور الدولة في تحمل نفقات عمليات زراعة الكبد والتي بدأت في مصر عام ٢٠٠١ في بعض المستشفيات الخاصة .

وأشار الدكتور محمد هلال الى ان تأخر استصدار التشريعات اللازمة بنقل وزراعة الاعضاء في مصر جعلنا متأخرين عن بعض الدول المجاورة مضيفا ً ان قائمة انتظار المرضى المحتاجين لزراعة الكبد أصبحت كبيرة والعلاج مكلف ويمثل عبء أكبر على كاهل الدولة والمريض .

وتحدث الدكتور عمرو الورداني أحد أعضاء دار الافتاء المصرية عن احترام كرامة الانسان في الشريعة الاسلامية وضرورة ضمان عدم تحول اعضائه الى سلعة تباع وتشترى , واتفق الدكتور عاشور السيد رميح أستاذ الجهاز الهضمي وجراحة الكبد مع الدكتور عمرو الورداني في عدم الاعتداد بوفاة جذع المخ مؤكدين على ضرورة مصاحبته لبعض الظواهر الحسية للوفاة .

فيما اختلف العديد من المشاركين في الورشة لهذا الرأي ورأوا أن نقل الاعضاء بعد ظهور العوارض الحسية للوفاة يصبح بلا فائدة ولا يمكن الاستفادة منها على الاطلاق .

واتفق الحاضرون على ضرورة تجريم القانون لنقل الاعضاء الجنسية والتناسلية والذي بدأت بعض التجارب عليها في بعض الدول .

وأشار الدكتور عزت سراج الدين مدير وحدة الغسيل الكلوي بمستشفة تلا العام الى ضرورة تقنين أوضاع التبرع خاصة ان البلاغات عن سرقة كلى المرضى والاتجار في الاعضاء أصبحت مقلقة مشيرا ً الى ارتفاع تكلفة الغسيل الكلوي وصعوبة مداومة المريض عليه نظرا ً للمشقة والتعب التي تنتاب المريض أثناء عملية الغسيل مؤكدا ً أن زراعة الكلى في مصر وجاء حديث أنور عصمت السادات وكيل مؤسسي حزب الاصلاح والتنمية حول ضرورة استصدار قانون نقل وزراعة الاعضاء بأسرع وقت حتى يتسنى للعديد من مرضى الفشل الكلوي والكبدي ومرضى فيروس التهاب الكبد الوبائي والمحتاجين الى زراعة القرنية في العين لاستعادة ابصارهم وتحقيق أملهم في الشفاء .

مؤكدا ً على دور المجتمع المدني في دعم التشريعات التي يحتاجها المواطنين والاشتراك في مناقشتها مشيرا ً لضرورة مراعاة القانون للحالات الفقيرة والتي لا تستطيع تحمل نفقات العلاج .

وتحدث عصام العريان ممثل نقابة الاطباء في ورشة العمل عن مساندة النقابة والاطباء جميعا ً لقانون نقل وزراعة الاعضاء وأكد انه لا خلاف ديني على مشروع القانون في ظل ضرورة تغليب منطق المصلحة العامة مع مراعاة الجانب الانساني للحالات المرضية التي في انتظار استصدار القانون منذ سنوات , وأكد أن الاطباء متفقين فيما بينهم على الاعتداد بوفاة جذع المخ .

وتحدث الانبا بيشوي فهيم سعد أحد كهنة مطرانية المنوفية بشبين الكوم حول مشروع القانون مؤكدا ً أن الدين المسيحي يحض على المحبة واعتبر ان التبرع بالاعضاء نوع من المحبة التي فرضها الله على عباده , مشيرا ً أن التكاتف والتكافل بين البشر هو طريقهم سعادة الانسانية في الدنيا والاخرة .

وكان المنتدى قد اختتم مناقشاته بتوصيات جاء أهمها سرعة استصدار قانون نقل وزراعة الاعضاء خاصة مع مراعاة الجوانب الانسانية والحالات الفقيرة ورأي رجال الدين الاسلامي والمسيحي والأخذ في الاعتبار تجريم عمليات الاتجار في الاعضاء البشرية , ويقوم المنتدى باختيار خمسة من المشاركين في الندوة لحضور جلسات الاستماع ومناقشة مشروع القانون في مجلس الشعب .

نشرت فى:

المصدر
العنوان
التاريخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.