لم تكن ثورة ١٩١٩ بمثابة انتفاضة شعبية وثورة على الاستعمار الأجنبى فحسب، وإنما كانت ذات مضمون ومعنى أعمق من ذلك، فشعارها وحَّد القطر المصرى من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه تحت لواء «الدين لله والوطن للجميع»، ليختار الشعب المصرى الترفع عن الاقتتال الداخلى والالتفاف حول مصلحة الوطن فى جلاء المحتل عن أرضه..
وتجلت تلك المعانى فى خروج جميع طبقات المصريين من عمال وفلاحين وطلبة ومثقفين وعلماء ورجال ونساء ليضعوا ثقتهم فى شخص الزعيم سعد زغلول، الذى نجح بمواقف فى نيل ثقة الشعب المصرى.. وبعد ٩٠ عاماً من الثورة ما أحوجنا فى هذه الأيام لتلك الكلمات والمعانى التى استطاعت إحياء الروح الوطنية فى نفوس المواطنين، وزرع روح الأمل والثقة فى مستقبل أفضل، والالتفاف على قلب رجل واحد نحو هدف واحد.
إن أحوالنا هذه الأيام تحتاج لروح ثورة ١٩١٩ كنموذج لإعادة أمجاد مصر، وتوحد شعبها تجاه محاربة الفساد ونبذ التطرف والعنف، وتكاتف القوى الوطنية والشعبية يداً واحدة للعمل على بناء مستقبل أفضل لمصرنا الحبيبة، بعيداً عن التشرذم والصراعات وتبادل الاتهامات..
ولعل من أهم الدروس والعبر المستفادة من ثورة ١٩١٩ رياح التغيير السلمى، التى ساندها الشعب المصرى بكل أطيافه، فلم تكن الثورة داعية تدمير أو تخريب بل تفاوض من أجل حصول مصر على استقلالها، ونضال وكفاح وطنى مستمر من أجل رفع اسم مصر عالياً خفاقاً..
وأصبح المصرى نموذجاً للوطن العربى كله للمثابرة فى الحصول على استقلاله ونيل حريته والحفاظ على موارده وثرواته فصار المصرى ثورة وثروة.
أنور عصمت السادات
وكيل مؤسسى حزب الإصلاح والتنمية