لا شك أن حركة شباب 6 أبريل شكلت علامة في تاريخ الكفاح الوطني وحركت المياه الراكدة في الحياة السياسية المصرية العام الماضي، ودفعت بدماء جديدة من الشباب إلي العمل السياسي ودفعتهم للاهتمام بالشأن العام، وأظهرت روحاً مختلفة لدي الشباب المصري ووعياً كبيراً بقضايا وطنهم ولغة مختلفة في المطالبة بالحصول علي حقوقهم، وضعت الحكومة المصرية في موقف حرج للغاية.
وأظهر شباب الحركة في نضالهم تضحيات كبيرة ودفعوا ثمناً غالياً، خاصة بعد تلاحمهم مع عمال المحلة وأماكن أخري عديدة رسموا من خلاله أملاً جديداً في عودة روح الانتماء والوطنية إلي قلب المصريين الذين شغلهم البحث عن لقمة العيش عن المشاركة في بناء مستقبل مصر.
ولكن لابد أن نواجه أنفسنا بالحقيقة في ضرورة تطوير ذلك الحلم، ليمثل صحوة شعبية حقيقية تطالب بالتغيير والإصلاح السلمي، والمدعومة بالعلم والمعرفة التي تتطلب بالضرورة العمل من خلال كيانات شرعية أو أحزاب سياسية جادة تستطيع استيعاب حيوية وحماس وقدرات شباب الحركة وتدعيمها بالبرامج والمشروعات السياسية حتي تتمكن من صناعة بديل سياسي علي أرض الواقع.
وحتي لا نصحو يوماً علي كابوس تحول الحركة إلي «كدبة أبريل» وإجهاض حلم الشباب من خلال زيادة حدة الخلاف بين بعض أعضائها أو دسيسة رموز المعارضة الوهمية الذين ينادون بالإصلاح في حين تجدهم أول المتراجعين والمتخلين عنهم في أرض المعترك السياسي الحقيقي، ويتركونهم يتصارعون وسط الشعارات والإيدلوجيات والكلمات التي تلهب المشاعر وتمتلئ بها الحناجر والتي لا تجدي ولن نجني من وراءها سوي الفرقة وفراغ الساحة للحزب الحاكم دون منافسة أو مواجهة.
إن ما حققته حركة شباب 6 أبريل من استخدام للتكنولوجيا الحديثة وشبكة المعلومات لجمع وتحريك الشباب والقوي الشعبية المحبطة واليائسة من الأوضاع المتردية لمصرنا الحبيبة، إنجاز يستحق من الجميع التكاتف من أجل استثماره في تحقيق نهضة وطنية لبلادنا التي تحتاج لجهد كل أبنائها من المخلصين والشرفاء.