من أسمي درجات الإنسانية أن تجد مجتمعا ما تتعامل طوائفه من منطلق التسامح والأخوة بغض النظر عن الانتماءات الدينية والسياسية والاجتماعية وأن يتكاتف المسلمون والأقباط من أجل صالح أوطانهم ونبذ ما قد يفسد تلك العلاقة الوطيدة في ظل مساواة اجتماعية عادلة بعيدة عن التمييز والتفرقة. أما أن تغزو الطائفية أوساط المجتمع المصري فذاك ناقوس الخطر الذي نخشي صوته المخيف ونأمل ألا يسري في أجوائنا مما يهدد الاستقرار المصري الذي يبغيه مريدو الفتنة الذين يهدفون الي زلزلة الكيان الاجتماعي المصري وإشعال نيران الكراهية والحقد بين مسلمي مصر وأقباطها وتدمير أنظمة مصر الثقافية والسياسية وبث روح العنف والتشدد وفرض مناخ من الاحتقان وتفتيت الوحدة الوطنية ومن هذا المنطلق أبث رسالتي.. لأن يتفهم الجميع »مسلمون وأقباط« هدف هؤلاء المغرضين وميلهم الشديد لإشعال نيران الفتن والقلاقل وما يؤدي بدوره لتدمير روح الأخوة وتشكيل ثقافة عدائية بين كلا الطرفين وأن تتم العلاقات في إطار من البعد التام عن ثقافة التحيز والتمييز في مناخ من العدالة الاجتماعية التامة بعيدا عن دائرة الانتماءات الدينية، وأن تقوم الدولة بحل عاجل للمنازعات والخلافات القائمة ووضعها موضع الفحص التام والوقوف علي أسبابها بما يمكننا من تلافيها فيما بعد والضرب بأيد من حديد علي كافة المتشددين الذين يتناولون عقيدة المسلمين أو ينالون شيئا من القرآن والسنة النبوية المطهرة وسيرة الرسول الأعظم وعلي أولئك الذين ينالون أيضا من عقائد وطقوس وتاريخ المسيحيين لذا وجب علي كل مصري أيا كانت ديانته أن يكون علي وعي حقيقي بما يكمن في نفوس هؤلاء المنبوذين من أحقاد وضغائن وما يريدون من إحداث الفرقة والانقسام والحروب الداخلية بين طوائف المجتمع المصري فالمسلمون والأقباط تجمعهم ثقافات مشتركة ومحبة متبادلة نأمل أن تدوم وأن تظل مواقفنا قائمة لكل من تسول له نفسه هدم علاقتنا وشراكتنا في الوطن والتاريخ.