07أبريل

السيد الأستاذ الدكتور / محمد بديع

” المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين “

” تحية طيبة وبعد “

كنت من أشد المرحبين بما أسفرت عنه الإنتخابات البرلمانية الماضية والنجاح الكبير الذى حققه ” حزب الحرية والعدالة ” من منطلق أنها إنتخابات قامت على أسس وقواعد إرتضيناها جميعا ً ، وخرجت نتائجها لتعبر عن إرادة الشعب الذى خرج لأول مرة ليختار نوابه وممثليه فى البرلمان بغرفتيه ” الشعب والشورى ” وهو ما أسعدنى جداً كغيرى من المصريين برغم أننى كنت منافساً لأحد نواب حزبكم المحترمين . وبعد تلك الإنتخابات شعرنا جميعاً بأننا حقاً مقبلون على مرحلة جديدة سوف يتحقق من خلالها أحلام وتطلعات كل المصريين الذى تعطشوا لحياة أفضل ، دون تشكيك فى النوايا أو تخوين أو مزايدات .

تعاملت وغيرى كثيرين مع الواقع بإحترام ومحبة للجميع وبعقلية متفتحة لا تريد لمصر إلا النهضة والرقى والخير ، وكان تعهدكم بعدم الدفع بمرشح رئاسى لخوض الإنتخابات الرئاسية القادمة محل إشادة وتقديرمنا جميعاً ، كنوع من الطمأنه فى الداخل والخارج ، فى وقت تحتاج فيه مصرإلى الإجتهاد والعمل وتغليب المصلحة الوطنية على أى شئ .

ثم جرت الأيام ، وبدأت اللجنة التأسيسية للدستور فى ممارسة مهامها وسط ردود فعل كثيرة غاضبة أثيرت حولها ، وكنا جميعا أحزاب وقوى سياسية ومجلس عسكرى نحاول قدر إستطاعتنا ونبذل قصارى جهدنا لإحتواء تلك الأزمة والعبور بالوطن إلى بر الأمان.

لكننى فوجئت أيضاً ككثيرين بترشيحكم للأخ المهندس / خيرت الشاطر لخوض الإنتخابات القادمة لرئاسة الجمهورية ،، وإسمحوا لى فضيلة المرشد أن أتحدث بقلب مفتوح دون تجاوز أو تجريح فليس هذا من خلقى ولا من طباعى وإسلوبى ، فقد مضى عهد التشكيك والصوت العالى .

فضيلة المرشد ,,, كلنا نبحث عن التهدئة والإستقرار فى ظل هذا الظرف الدقيق الراهن الذى تمر به البلاد ، وأعتقد أن ترشيح المهندس / الشاطر سوف يؤدى إلى أجواء ومناخ سياسى غير طيب لا تتحمله مصر الآن ، ونحن فى غنى عن هذا مهما كانت أسبابكم أو مبرراتكم . وأعتقد أنكم بخبراتكم وذكاؤكم السياسى قادرون على إحتواء الأزمة وتهدئة الموقف خاصة وأن هناك داخل صفوف الجماعة وقياداتها وشبابها من تحفظ ومن إعترض على قرار الدفع بمرشح رئاسى عن الجماعة.

ومن منطلق حرصى على مصر ، ونجاح تجربتها ومساعيها نحو التحول الديمقراطى لأول مرة بعدما عانينا لعقود من حكم إستبدادى أدى إلى ثورة قامت بها جموع الشعب ,, ومع إعترافنا الكامل بأن مسألة الترشيح أو عدمه هى حق لكم ,,,, أطالبكم الآن بإعادة النظرودراسة ذلك الأمر بتأنى وحكمة كما هو معروف عنكم ، ولا مانع من التراجع ، والعودة إلى الشئ الأصح ” فالرجوع للحق فضيلة ” .

فضيلة المرشد ،، ينتظر الجميع منكم فى مصر وخارجها تجاه ما حدث موقف يسجله لكم التاريخ ، حفاظا على مستقبل الوطن وصالح مصر ، مهما كانت المبررات والأسباب ، وحقاً أنتم أغلبية لها قدرها وإحترامها لكنها سفينة وطن وآمال شعب ومسئولية وطنيه أنتم لها أهل. وكلى ثقة بأنكم لن تقوموا إلا بما يصب فى صالح مصر وأبنائها المصريين .

محمد أنور السادات

info@el-sadat.org

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.