كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول أيام عيد الأضحى المبارك ببهجته وفرحته التى نتمنى أن تدوم وتعم كل الأسر المصرية ، داعين المولى عزوجل أن يعود حجاجنا الأحباب إلى أرض مصر سالمين غانمين مغفورى الذنوب ، وأن ينال من لم ينالوا هذا العام شرف زيارة البيت الحرام فى العام المقبل ، إنه ولى ذلك والقادر عليه. قد دعتنا كافة الأديان السماوية إلى التمسك والالتزام بالخلق الطيب والمعاملة الحسنة والمودة وصلة الأرحام والمحبة والتسامح والإخاء بين أفراد المجتمع ، لكن للأسف غابت عنا هذه الروح والمبادئ الطيبة فى هذه الأيام .
بل غابت عنا بعض مظاهر العيد، وفقد بعض المسلمين لذة العيد ورونقه وفرحته، ياترى فما السبب؟ إن ذلك كله نتاجاً لبعدنا عن أوامر ديننا القيم الذى تكشف لنا المجتمعات الغربية كل يوم أنه السبيل الوحيد للتطوير والنهضة التى نبغيها ، فما شهدناه على مدى سنوات عديدة من فساد فى جميع أنظمة المجتمع لن يزول أثره مالم نفتح قلوبنا لبعضنا البعض كى نمضى بنجاح فى مسيرتنا نحو مصر الجديدة التى نبنيها معاً.
إن ما يجرى حولنا كل يوم من أحداث ومستجدات سياسية بحلوها ومرها يتطلب منا جميعا تغليب المصلحة العليا للوطن فوق المصالح الشخصية الضيقة ، نعم لكل فرد منا ولكل حزب أو تكتل سياسى أهداف وطموح معينة يسعى لتحقيقها وهذا كله طيب ومشروع ، لكن موضع الخطر الحقيقى أن تعلو الأهداف الشخصية على المصلحة الوطنية.
إن الصراعات والإنقسامات السياسية الحالية وكثرة عدد الأحزاب والإئتلافات الثورية الذى أصبح كعدد أوراق الشجر. يتطلب دمجا وتوحدا نقياً يعمل من أجل مصربإخلاص وإيمان كامل بحق شعبها الطيب فى حياة حرة وكريمة ، لنصل معا فى النهاية لما نرضاه لأنفسنا ونرتضيه لمصرنا الغالية.
إن المستقبل مرهون بالأمل ، وإن الأمل يتطلب غايات ، وإن الغايات تحتاج إلى وسائل ، والوسائل تكمن فى إرادة شعب ، فلنلتفت إلى همومنا وقضايانا الوطنية والمصيرية ، وكفانا خلافات وصراعات ، فلن تنهض مصر إلا برجال مخلصين يعشقون ترابها ، غلبهم حب مصر فآثروا العمل من أجلها لا من أجل أنفسهم بقناعة وإيمان بدورهم وتضحية من أجل أجيال أخرى قادمة ، ودامت أيامكم كلها أفراح وأعياد ، وكل عام وأنتم بخير.