فى حوار خاص يكشف لنا محمد أنور عصمت السادات وشهرته محمد أنور السادات، ابن شقيق الرئيس الراحل أنور السادات، العديد من القضايا وآرائه المتعلقة بالشأن السياسى والمستجدات على الساحة.
- وضع صندوق النقد الدولى شروطا لإعطاء مصر القرض منها الاطلاع على ميزانية القوات المسلحة، فهل ترى ذلك إهانة لمؤسسات الدولة؟
لا أعتبرها إهانة للمؤسسة العسكرية بل نستطيع أن نقول إن ذلك تصحيح للأوضاع خاصة فى ظل ما تردد عن أن نفقات القوات المسلحة أو المؤسسة العسكرية يمكن أن أعتبرها دولة داخل الدولة.
أما اطلاع البنك الدولى على الميزانية فلا يعتبر إهانة وحرجا ما دام لا يتعلق بميزانية التسليح ويمكننا اعتبار الأمر محاولة لتصحيح المسار الاقتصادى، وأذكر أن القوات المسلحة قد أبدت ترحيبا بالاطلاع على الميزانية عن طريق الجهاز المركزى القومى للمحاسبات أو أن تكون الميزانية معلنة في وقت سابق معتبرة ما ينفق لصالح المؤسسة.
- الحكومة رأت سحب الميزانية من مجلس الشورى كيف ترى هذا القرار؟
محاولة لتصحيح بعض بنود الميزانية وهذا القرار يعتبر حقا لها ما دامت لا تتم مناقشتها بعد، ومحاولة لتصويب وتصحيح الأرقام الموجودة.
- هناك اتهامات توجه إلى مجلس الشورى الحالى بأنه يقوم بـ"طبخ القوانين" فما رأيك؟
أوافق على أن المجلس لا يجب أن يوسع فى سن وتشريع القوانين لأسباب كثيرة منها المتعلق بطريقة انتخابه، وطريقة تعيين التلت الذى تم تعيينه والذى تم بالمجاملة، ومن هنا أطالب المجلس بألا يتعامل مع تشريعات جديدة وإلا ستصبح تشريعاته غير مكتملة، وبالتالى يتم الطعن عليها.
-ترددت أنباء هذه الأيام عن عودة الفريق أحمد شفيق، فكيف ترى عودته؟
لا أعتقد أن عودة الفريق شفيق قريبة، هو كلام سياسى يمكن أن نسميه ببالونة اختبار، وأعتقد أن عودته ستفتح المجال لمزيد من المواجهات ومزيد من الغضب والسخط على الرغم من تبرئة المحكمة له، أما عن أنباء انضمامه إلى جبهة الإنقاذ فأرى أن أى مواطن ما دام كامل الأهلية والصلاحية له حق ممارسة الحياة السياسية، خاصة أننا سمحنا للمنتمين للجماعات الإسلامية المتهمين فى قضايا عديدة وبعضهم هارب من قضايا أخرى بممارسة السياسية، فإذا كانت النوايا طيبة للم الشمل فلابد أن نفتح أيدينا لكل أبنائنا.
- كيف ترى السياحة الشيعية فى مصر؟
أنا لست ضد أن نعمل علاقات مع دولة بحجم إيران لها مكانتها ودورها المهم فى المنطقة، ولكننا يجب أن نضع ضوابط منها احترام أمن وسيادة الدولة وعدم التدخل فى شئونها، وما ينشر عن التشيع فهو مفروض وغير مقبول، وإذا نجحنا فى تحديد علاقتنا بها دون أى امتيازات أو التساهل فى حق الدولة فأهلا وسهلا.
- هل تعتبر أن العلاقات المصرية الإيرانية بداية النزاع بين الإخوان والسلفيين خاصة بعد تظاهر أبناء التيار السلفى أمام منزل القائم بالأعمال الإيرانية ودعوتهم المتكررة للتظاهر أمام مكتب الإرشاد؟
الخلافات بين الإخوان والسلفيين بدأت قبل السياحة الإيرانية بفترة عندما بدأ السلفيون يشعرون بأن الإخوان يبحثون فقط عن مصلحتهم، وعلى أنفسهم وأنهم يسعون فقط للسيطرة على كل مفاصل الدولة المصرية، وبدأ السلفيون الاستياء من هذا الأسلوب مثلهم مثل القوى الوطنية الأخرى التى شعرت بأنه لا توجد مشاركة وطنية حقيقية من قبل الأطراف والعناصر الذين كانوا شركاء فى الثورة.
- أثرت فى جوابك فكرة التمكين أو السيطرة على مفاصل الدولة من قبل الإخوان فهل ترى نجاح ذلك؟ وبأى نسبة؟
نجح إلى الآن بنسبة لا تتعدى الـ 35% وهناك محاولات كثيرة تقوم بها الجماعة، ولكن كثيرًا من المصريين نتيجة الأداء السيئ لجماعة الإخوان أصبحوا فى حالة فزع وخوف فأصبح هناك نوع من حائط الصد أو المقاومة، فالإخوان اتضح للجميع أنهم عديمو خبرة وليسوا أصحاب كفاءة، ولا يجب أن تترك دولة بحجم مصر حضارتها وتاريخها فى يد أشخاص “لسه بتتعلم ولسه هتجرب فينا”.
- ترددت أنباء كثيرة عن نية الإخوان فى إعادة هيكلة الخريطة المصرية.. فكيف ترى ذلك خاصة بعد زيارة مرسى للسودان وما تردد عن تخلى الرئيس عن حلايب وشلاتين؟
كلام تردد وكلام بنسمعه بس معتقدش إنه فى رئيس مهما كان يملك أو يجرؤ أن يتنازل عن شبر من الأراضى المصرية سواء سيناء أو حلايب أو النوبة فلم يصمت الشعب أو النخبة.
- الانتخابات هل ترى أنها خطوة مهمة لابد من اتخاذها أم خطوة يجب تأجيلها نظرًا لما تحمله الانتخابات من منافسة فى ظل الوضع والأزمة الحالية؟
أنا أرى وأميل إلى أنها خطوة مهمة لابد من اتخاذها لأننا محتاجون أن نعيد بناء مؤسساتنا بسرعة وعلى رأسها البرلمان، والانتخابات ستكون نزيهة وحرة وستكون هناك ضمانات، ثم الحكم والاختيار للناس فنحن نحتاج إلى برلمان يقوم بتشريعات صحيحة، ويتعامل مع مظالم الناس.
- ما تقييمك لجبهة الإنقاذ الوطنى خاصة أنها تجمع أحزابا لها أيديولوجية مختلفة؟
جبهة الإنقاذ تعانى ما تعانيه كل قوى المعارضة فى مصر من خلافات واختلافات فى الفكر والرأى، ولكنهم فى النهاية هم مصريون يجتهدون يصيبون مرة ويخطئون أخرى، حيث إن جبهة الإنقاذ أزادت شعبيتها بسبب هبوط شعبية ومؤيدى جماعات الإسلام السياسى فأصبحت الآن الفرصة جيدة لكل القوى السياسية الأخرى، بشرط وجود مرشحين على مستوى عال والتواصل مع طبقات الشعب المصرى، فعلى الجميع أن يكون على أتم استعداد لأن الانتخابات قادمة.
- ما تقييمك لحكومة الدكتور هشام قنديل، هل ترى أنها نجحت؟
حتى لا نظلم أحدا، “لا حكومة قنديل ولا حكومة النينجا”، هتقدر تعمل حاجة فى ظل الأوضاع والمشاكل التى تحيط بينا كمصريين التحديات أمامنا كبيرة جدا، والحل هو حكومة وطنية تتمثل فيها كل القوى السياسية، واستعادة الأمن والاستقرار وعمل خطة للسنوات القادمة يشارك فيها الجميع للخروج من عنق الزجاجة، موضحًا أنه بجميع المقاييس لم تحقق حكومة قنديل شيئا، ونستطيع أن نقول إنها حكومة فاشلة لكن ينبغى تأكيد أن المسألة أكبر من شخص رئيس الوزراء، فالمطلوب المشاركة الوطنية من الجميع.
- ذكرت فى كلامك أن جبهة الإنقاذ مثلها مثل غيرها من الجبهات تصيب وتخطئ فما رأيك فى جبهة الضمير الوطنى؟
جبهة الضمير الوطنى هى امتداد لجماعة الإخوان المسلمين ولحزب الحرية والعدالة، ولو نظرنا إليها سنجدها الجمعية التأسيسية للدستور وتم تعيين أعضائها فى مجلس الشورى، وهم أيضا الحاضرون فى جلسات الحوار الوطنى مع الرئيس، وأقول لهم إن الضمير لا يحتاج إلى جبهة.
- أثارت تصريحات المرشد السابق لجماعة الإخوان مهدى عاكف حول القضاة جدلا كبيرا، هل ترى أنها إهانة لمؤسسات الدولة؟
- كيف ترى حل الأزمات الحالية التى تشهدها البلاد؟
المشاكل تحيطنا من كل جانب، سواء اقتصادية أو سياسية، وجدّت علينا الفتنة الطائفية، والحل يكمن فى الرئيس لأنه الآن فى السلطة، ويجب عليه أن يتنازل وينشئ حكومة وحدة وطنية الكل يشارك فيها، ويحترم أحكام القضاء ويتم اختيار نائب عام جديد، ويرشحه مجلس القضاء الأعلى، وقانون الانتخابات ينبغى أن تشترك فيه الأحزاب التى تنتمى للقوى المعارضة، ولابد أن تدلى بآرائها فيه حتى يكون قانونا مقبولا من الجميع، وأيضًا تعديل بعض مواد الدستور، ونحتاج إلى تعديل بعض المواد وإن كنت أرى أنها مسالة معقدة لأنه ينبغى أن تتم من خلال مجلس النواب أو من خلال رئيس الجمهورية، وإذا نجحنا في تشكيل لجنة محايدة من خبراء الدستور ويجلسون للتفاوض حول هذه المواد ويكون هناك اتفاق حولها، ويجب ألا يكون كل ما يحكم عقولنا هو الانتقام، وينبغى أن ننظر إلى الأمام وينبغى للقضاء أن يتخذ مجراه لأننا أصبحنا حديث وأضحوكة كل العالم.
- كيف ترى عدم استجابة النائب العام المستشار طلعت إبراهيم لقرار محكمة الاستئناف؟
أرى عدم استجابة النائب العام للقرار لأنه هناك من يقويه ويدعمه ويقول له ابق فى منصبك ولا يهمك هذا الكلام، الإخوان “مقويين” قلبه لأنهم عاوزين هذا الراجل، ولكنه يفترض بما أنه قاض فى الأساس أن يحترم القضاء ويلتزم كما ناشده المجلس الأعلى للقضاء، والرجوع إلى المنصة وهى القضاء، وأتوقع أن هذا سيحدث قريبًا.
- كيف ترى مسلسل الإطاحة بشيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب؟
لن يفلح هذا لأنه له مكانة فى قلوب المصريين، ويجب أن يبتعدوا عن الأزهر وشيوخه وعلمائه لأنه معروف بوسطيته، وسيظل منارة قوية لكل المسلمين فى العالم العربى.