أحداث ومآسي تتكرر وأصبحت الساحة المصرية مليئة بالقلق والاضطرابات، وصار مناخ الفتن يشق طريقه إلى النمو والإنتشار، وبدأت السفن المحملة بما يدمر قيم هذا الوطن تتحرك سريعاً ، وكلنا متخوفون من أن تشتعل النيران من جديد.
أحداث ماسبيرو التي شاهدناها جميعًا وأصابتنا بحالة من الغضب والحزن الشديد لما أصاب أهلنا وشبابنا من المصريين ، وجعلتنا نعيش أحزاناً وصرخات ودموع لابد وآلا تمر كغيرها من الأحداث.
هبت العاصفة وتزايدت نار الآسىَ والحزن التى لم تنطفئ داخل نفوسنا إلى الآن وما زال للجرح آثر ، وعلينا أن نضع أنفسنا فى مواجهة تساؤل مهم للغاية وهو: هل ننتظر أن تهب عاصفة جديدة أو أن تتكرر نفس السيناريوهات وربما يكون القادم أبشع لنبدأ معالجة القضية والبحث عن حلول وبدائل.
أم أن الحكومات المصرية المتعاقبة اعتادت تلك الجرائم واعتبرتها أحداث عادية تأخذ وقتها وحفظت أنشودة جميلة يلقونها على مسامع الأقباط تهدأ بها المشاعر وتطمئن لها بعض القلوب إلى أن تأخذ الأحداث حدتها وكأن شيئًا لم يكن.
ولعل الحكومة المصرية توافقني الرأي بأنه لابد من تشريعات حاسمة وسريعة تمحو التمييز وترسخ مبدأ العدالة وسيادة القانون و أن الإصلاح يبدأ من القاع إلى القمة وليس من القمة إلى القاع ، وأن علينا التركيز على دور الأسرة والمسجد والكنيسة وتحسين منظومة التعليم، خاصةًَ في مراحله الأولى من أجل تربية النشء على المحبة والتسامح وحرية العقيدة,,, وأن الإعلام عليه أن يلعب دورًا أكبر في تدعيم أواصر التآخي والتآلف وإلقاء الضوء على أهمية ترابط المجتمع بكل طوائفه إن أردنا لمصرنا التقدم والرخاء.
ولكن إن أستمر الحال هكذا وأقتصر دورنا فقط على التهدئة وضبط الجناة ومعاقبتهم دون محرضيهم فلننتظر جرائم أعنف مما حدث وأجيال سوف تبدأ حياتها برؤية مشاهد القتل والدماء. وسوف تنمو بذور الفتن وتصبح أشجاراً كثيفة ذات جذور قوية وعميقة تتغلغل في أرض مصر وتحتاج من آن لآخر أن نرويها بمزيد من الدماء.
لا خوف على مصر من إنفلات أمنى أو مطالب فئوية أو فوضى مدبرة ، فهذا وغيره يمكن السيطرة عليه والخروج منه ولو إستغرق سنوات ، لكن الشئ الوحيد الذى من شأنه أن يخرب مصرهو اللعب على الوتر الطائفى والصراع ما بين المسلمين والمسيحيين ، ووقتها لن تفلح فى السيطرة حكومات ولا جيوش ولا رؤساء ، وسوف نعود حتماً إلى الخلف إن رضى بنا الخلف .
أنور عصمت السادات
رئيس حزب الإصلاح والتنمية
info@el-sadat.org