الجسور والكباري يقيمها الإنسان بيديه للتواصل مع من يحب وليصل ما قطعه الزمن والظروف .. والجسور عبر القرن الماضي بين مصر والدول العربية كانت مقطوعة ومحطمة بفعل فاعل وبغرض القطيعة بين الأشقاء …
لم يشفع عامل وحدة الدين .. ووحدة اللغة في إصلاح تلك الجسور.. ولا حتي عامل المصالح المشتركة .. الاقتصادية النفعية ..في ان يربط خلايا تلك الجسور مع بعضها … أصابنا الحزن الشديد علي نفي رئيس الجمهوريه خبر إقامة جسر يربط بين مصر والسعودية عبر شرم الشيخ .. المدينة الذهبية … ولا نعرف الأسباب … وكأنه ليس من حقنا أن نقتنع ولا أن نفهم !! لماذا كان جواب الرئيس قاطعا بالنفي ! كان يمكنه ان يقول إننا ندرس المشروع … ونستشير .. ونخطط .. وننشأ .. وندبر ميزانيات … الي آخره من الأقوال التي لا تقتل الأمل … ولكنه نهاها بكلمة … لا رجعة فيها !! ومتي كانت هناك جسور حقيقية بيننا نحن العرب ؟؟ حتي نندم ونحزن علي جسر واحد لم يقدر له الظهور .. لقد فقدنا الجسور المعنوية قبل الجسور المادية … وجسورنا المعنوية التي يحكمها تبادل الثقة مكسورة ومشكوك فيها … وهكذا أنبأنا التاريخ العربي .. في أمثلة لا حصر لها …
ولكن ما ذنب الأجيال الجديدة في هذا الميراث ؟ الأجيال الجديدة في الدول العربية لها نظرات أخري غير التي كانت سائدة خلال القرن الماضي .. لهم فكر ولهم رؤيا .. ولهم طموح .. وهو الأهم … طموح في حياة جديدة .. يتمتع فيها بحياته بكرامة … وهذا ابسط حقوقه .. فهل نحرمهم من تلك الحقوق البسيطة ؟؟
أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب المستقل