ما بين صحوة الوعى وبين موت الحس والضمير، فترة زمنية قصيرة، عندها تموت قضايا وطنية.. وعندها نفقد قيمة كبيرة من كياناتنا القومية.. وهذه الفترة هى أوقات نضيعها فى التحليلات وفى إعادة النظر والتقهقر للخلف لنعود من حيث بدأنا.
فمنذ أن بدأت أشارك فى الحملة الشعبية لوقف تصدير الغاز لإسرائيل وأنا أطالع فى بعض الصحف أخبارا مغرضة لا أساس لها من الصحة.. فتارة يدعون أننى استقبلت السفير الإسرائيلى فى تلا.. وتارة أخرى تجد ادعاء “مصدر كبير” فى وزارة البترول أننى وأشقائى ” طلعت وزين السادات ” تقدمنا بطلب ترخيص لشركة تصدير غاز للعدو الصهيونى، ولم يؤيد ادعاءه بأى مستند ولو قصاصة ورق رغم أنه وصف “بالكبير”.. نواسى المصدر الكبير فى محنته.. فالمصدر الكبير أضاف صفرا. ادعاءات محبطة.. وأفعال تهدم الجهد والرغبة فى إيضاح موقف سياسى، وهى كلها تصرفات بلا وعى وطنى ونفسها قصير مثلها مثل موجات البحر تتكسر عند أول صخرة تواجهها.
ولكن.. هى ضريبة ارتضيتها بصدر رحب سدادا لأى موقف اتخذته أو مبدأ آمنت به لم ولن أحيد عنه.. وقد كانت الحملة الشعبية التى شاركت فيها مع آخرين لوقف تصدير الغاز لإسرائيل أحد العوامل المؤثرة فى قرار وزير البترول بإعادة النظر فى عقود تصدير الغاز السابقة، ومنع تصديره فى الفترات القادمة.
نعلم أنه سيكون هناك ردود أفعال مغرضة من قبل البعض كرهاً أو حقداً أو من قبل أجهزة تابعة لمبدأ التعتيم أو منتسبة إليه أو مصدره له.. فالسؤال: هل لو صح هذا الادعاء لوقف السيد / حسين سالم بمستشاريه ومعاونيه بموقف المتفرج ؟ أو حتى الجانب الصهيونى ؟ و لا يغتنمون تلك الفرصة الذهبية السانحة ليردوا تلك الوقفة وهذا الهجوم ؟ هكذا يكون السؤال منطقيا. وبالطبع لا يغيب عن أذهان الجميع معاهدة السلام التى أبرمها الرئيس الراحل أنور السادات – سواء من كان منا من مؤيديها أو رافضيها ـ ومع ذلك هذا لا يعنى أن ينسب إلى أسرته أنها ترعى التطبيع مع إسرائيل.
ونحن نهيب بجميع وسائل الإعلام تحرى الدقة فى نشر الأخبار، وأى ادعاء لابد أن يكون له دليل ومستند رسمى حتى لا يكون الوطنيون المخلصون ضد أنفسهم وضد صلاح الأمة. من حق القارئ أن يصل إلى الحقيقة.. وللحقيقة دائما وجه واحد.. فلنتوحد جميعا للوطن ولننطق بالحق فالباطل مقهور والحق منصور. أختم كلامى ببيت الشعر القائل “كن كالنخيل عن الأحقاد ترتفع.. ﹸترمى بالأحجار فتلقى أطيب الثمر”.. سنظل نعمل سوياً من أجل الوطن.. سنظل نلقى بأطيب الثمر ولن نلقى بالا بأى حجر.