31مايو

الموقع

» الدولة يجب أن تمنح المعتقلين السياسيين فرصة ثانية

» هناك وزراء لا يتحملون المسؤولية كما ينبغي

» نطالب بحوار وطني مثمر وليس شكلياً

» القانون الانتخابي الجديد فُصِّل على مقاس أحزاب السلطة

» عن انتخابات نقابة الصحفيين.. فكرة «مرشح الدولة» انتهت

» قانون الانتخابات الجديد لا يخدم التعددية الحزبية

حوار: رامي عزاز | إعداد: مريم هشام

في حوار جريء أجراه «الموقع» مع النائب السابق محمد أنور عصمت السادات، قبل أشهر قليلة من انطلاق انتخابات مجلسي النواب والشيوخ، تحدث السادات بصراحة عن عدد من القضايا السياسية والانتخابية، موجهاً رسائل للقيادة السياسية ولرؤساء الأحزاب، ومؤكداً أهمية دعم الدولة للحريات السياسية وتوفير بيئة انتخابية نزيهة.

«المعتقلون السياسيون».. ضرورة إعطاء فرصة ثانية

بدأ السادات حديثه بالتطرق إلى ملف المعتقلين السياسيين، مشدداً على أهمية منحهم فرصة جديدة، موضحاً أن هناك جهوداً تُبذل من بعض الأحزاب للمطالبة بالإفراج عنهم، وأن هناك استجابة متباعدة من الجهات المعنية. واعتبر أن الإفراج الرئاسي عن علاء عبد الفتاح يمثل خطوة إيجابية نحو تهدئة الأوضاع داخلياً وخارجياً.

الحوار الوطني.. “يجب أن يُثمر نتائج واقعية”

أعرب السادات عن أمله في أن يكون الحوار الوطني الحالي مختلفاً عن سابقه، مؤكداً أن المطلوب هو تحقيق نتائج حقيقية تؤدي إلى حلول ملموسة لمشكلات البلاد.

ضعف الأحزاب.. والدولة تتحمل المسؤولية

انتقد السادات ضعف الأحزاب السياسية في مصر، سواء كانت موالية للسلطة أو معارضة، وأشار إلى أن الدولة تتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية هذا التراجع، داعياً إلى إصلاح المناخ السياسي لتعزيز التعددية الحزبية.

قانون الانتخابات الجديد.. إقصاء غير مباشر للمعارضة

تحدث السادات عن قانون الانتخابات الجديد، الذي ينص على نظام مختلط بين القوائم المغلقة والفردي (50% لكل منهما)، منتقداً تأثير هذا النظام على فرص الأحزاب الصغيرة، لا سيما مع تقسيم القوائم إلى أربع دوائر تتطلب حصول القائمة على 50% +1 للفوز، مما يقلل فرص المعارضة في التمثيل البرلماني.


واقترح العودة إلى نظام القوائم النسبية، لما له من قدرة على منح الفرص لجميع القوى السياسية.

حزب الإصلاح والتنمية وتحالفات انتخابية محتملة

كشف السادات أن حزب الإصلاح والتنمية يستعد لتشكيل قائمة انتخابية موحدة مع أحزاب «الحركة المدنية» لمنافسة أحزاب السلطة، مشيراً إلى أنه لا يمانع من الدخول في تحالف انتخابي مع القائمة الوطنية باعتباره تحالفاً انتخابياً فقط وليس سياسياً. وأكد أن «الحركة المدنية» تمثل مظلة لجميع الأحزاب المعارضة حالياً.

الأداء الحكومي.. ووزراء “دون المستوى”

وجّه السادات انتقادات لبعض الوزراء، مشيراً إلى أنهم لا يتحملون مسؤولياتهم بشكل كافٍ، ولا يتفاعلون مع الشعب كما ينبغي، واتهم وزير الشؤون البرلمانية محمود فوزي بعدم القيام بدوره، لا سيما في ما يتعلق بالاجتماع مع الأحزاب الرافضة للقانون الانتخابي والاستماع لملاحظاتهم.

النواب والمحليات.. عبء يتطلب التوازن

أكد السادات أن النواب يعانون من عبء كبير بسبب غياب دور المحليات الفعال، مشدداً على ضرورة إصدار قانون ينظم عمل المحليات بما يساهم في حل مشكلات المجتمع ويخفف الضغط عن النواب.

الانتخابات.. والنزاهة أولاً

شدد السادات على أن نزاهة العملية الانتخابية هي الحافز الأكبر لمشاركة المواطنين، مطالباً بتنقية الجداول الانتخابية وضمان شفافية عملية الفرز. وكشف عن تشكيل لجنة داخل الحزب مكونة من ثلاثة خبراء لدعم مرشحي المقاعد الفردية في المحافظات.

نقابة الصحفيين.. نهاية فكرة «مرشح الدولة»

علق السادات على انتخابات نقابة الصحفيين، واصفاً التجربة بأنها ناجحة، مشيراً إلى أنها كشفت عن انتهاء فكرة “مرشح الدولة”، وشهدت نزاهة حقيقية، وإن كانت محصورة في مجتمع صغير. وأكد أنه لا يعتزم الترشح للبرلمان مجدداً بعد ثلاث دورات سابقة، مفضلاً إتاحة الفرصة للجيل الجديد.

تقييم البرلمان السابق.. وأمل في القادم

وصف أداء البرلمان السابق بـ”الضعيف نسبياً”، منتقداً غياب أدوات الرقابة مثل سحب الثقة من المسؤولين، ومشدداً على أهمية أن يكون البرلمان القادم أكثر قوة، خاصة في ظل ما قد يشهده من تعديلات دستورية واستحقاقات تشريعية مهمة.

رسائل خاصة: للشعب، للأحزاب، وللرئيس

أنهى السادات حواره برسالة إلى الشعب المصري، دعاهم فيها إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات، ورسالة إلى رؤساء الأحزاب قال فيها: “عايزين نشتغل سياسة بجد لتجاوز الأزمات”.

أما رسالته إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي فحملت مضموناً مزدوجاً، إذ أقر بصعوبة المسؤولية الملقاة على عاتق الرئيس، وطالبه باختيار مسؤولين أكفاء قادرين على مواجهة المشكلات والتواصل مع الشعب، بدلاً من إحالة كل الأزمات للرئيس. كما شدد على أهمية الاستماع للأصوات المعارضة.

وختم بالتأكيد على تقديره لإدارة الرئيس لملف غزة، معتبراً أن الموقف المصري كان متزناً وحكيماً في ظل التصعيد الإسرائيلي، وأشاد بتحول مواقف الغرب نحو دعم الشعب الفلسطيني، مؤكداً ضرورة استمرار الدعم المصري المتوازن للشعب الفلسطيني.